خمسون عاما كم يرقُّ وجودُ
وعلوُّ قدرِكَ في الورى مشهودُ
خمسون عامًا والأديبُ بيانُهُ
بين الأنامِ .. لواؤهُ معقودُ
تسمو بفِكرِكَ نزعةٌ قدسيةٌ
مهما تخرَّصَ كاذبٌ وحقودُ
في الشرقِ عِزُّكَ نابضٌ بجلالهِ
وجمالُ حرفِكَ ساحرٌ مورودُ
يا أيها العَلَمُ الذي مِن بحرِهِ
رُشِفَتْ علومٌ ريُّها مقصودُ
يا شاعرًا تاق القصيدُ لبَوْحِهِ
تزهو الزهور إذا شدا وورودُ
هذا ظلالُكَ وارفٌ تفسيرُهُ
كم يستظلُّ بظلِّهِ المكدودُ
ما كنتَ إلا في الإباءِ علامةً
تزهو بها دُنيا الورى ووجودُ
ما رُمْتَ إلا للديانةِ شأنَها
فتذوبَ أرضٌ بيننا وحدودُ
فأبوا حياتَكَ هدَّموا بنيانَها
لكنْ مقامُكَ بعدها محمودُ
إذ حزتَ في حبِّ المليكِ شهادةً
كم ذا يطيبُ مع النعيمِ خلودُ
لا تحسبنَّ المجدَ يدرُكُ أمةً
إن ساد جهلٌ ينتشي وجمودُ