في صالون العيسائي: “اللغة العربية كانت وستبقى لغة الوحي والعِلم والمعرفة”
في الحلقة الثانية من صالون الدكتور سعيد العيسائي بالقاهرة:
اللغة العربية كانت وستبقي؛ لغة الوحي والعِلم والمعرفة
المشاركون يوجّهون التحيّة لجامعة الأزهر الشريف والكراسي العلمية لجلالة السلطان قابوس
القاهرة: د. محمود خليل
في نسخته الثانية، عقد صالون الدكتور سعيد العيسائي الملحق الثقافي السابق للسفارة العمانية بالقاهرة٠٠ندوته حول (اللغة العربية لغة الوحي والمعرفة) حيث استهله الدكتور العيسائي مرحبا بالضيوف وملقيا الضوء على أهمية موضوع الندوة، التي تأتي تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية،
ثم تحدث الكاتب الصحفي عمرو الكاشف عن وكالة أنباء الشرق الأوسط بخصوص ضرورة تحري الدقة في ترجمة الأخبار الأجنبية، وخطورة دلالات الألفاظ طبقا لثقافة أهل كل لغة
كما تحدث في نفس الموضوع بسنت ماجد والكاتب الصحفي الكبير سامي حامد رئيس التحرير السابق بجريدة المساء بالقاهرة والصحفي السابق بجريدة الوطن بعمان
* وكانت مشاركة العلامة الدكتور صابر عبد الدايم يونس رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة حول مزايا وإمكانات اللغة العربية بموسيقى الحرف والكلمة والأسلوب ومدى أهمية وخطورة التعريب لسد الفجوة العلمية بين العلم واللغة
* كما تناول الدكتور رفعت خيال والدكتور محمد زيدان خطورة الدلالات القانونية للألفاظ المترجمة، ضاربين مثلا ببراعة الشيخ رفاعة الطهطاوي في الترجمة القانونية
ثم تحدث الفنان يوسف جلال عن أهمية تعريب الإعلانات وأسماء المحال التجارية، مدللا على تجربته الفنية في هذا المجال٠٠ ومشاركاته في الأعمال الفنية الناطقة بالفصحى، من مسلسلات ووثائقيات، أهمها الفيلم الوثائقي عن المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة
* شهد الصالون حضورا علميا راقيا من كبار العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء والإعلاميين
* تحدثت الاعلامية الكبيرة نهى الرميّسي عن مشكلات التعريب، وأزمة المصطلح العلمي، ووسائل تيسيره وتسييره بين الناس، خاصة في وسائل الإعلام، وأهمية الإرادة السياسية في هذا الباب، كما تناولت دور الإعلام الحديث في تيسير استخدام وتعليم اللغة، وتفصيح العامية، وتعميم الفصحى علي نطاق عالمي، يتجاوز اللغات الشعبية والعامية والقطرية والمحلية، وألقت قصيدة في مدح المصطفى (صلي الله عليه وسلم) الذي أوتي جوامع الكلم:
كلُ الجمالِ مؤانسٌ وطروبُ
منه استجار العاشق المغلوبُ/
وتنزّه الولهانُ في نسماتهِ
كالظبي يخفق قلبه المشبوبُ/
سطعت شموسُ الخير فوق سمائنا
لا يعتريها غيبةٌ وغروبُ/
إذ عمّ خير في الدنا مثل العلا
يغشي النفوس جلاله فتذوبُ/
إن الصلاة على النبي ملاذنا
مَن للعصاة إذ النفوس تتوبُ/
وإذا القلوب تغافلت عن ذكرهِ
تأسى العيونُ كما بكي يعقوبُ/
* وتناول الأستاذ إسلام بحيري دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في إنجاز أضخم معجم مرجعي للترجمة (من وإلي) اللغات الأجنبية الحية، تقوم به المؤسسة
وأكد الدكتور وائل علي السيد الأستاذ بتربية عين شمس ضرورة الإسناد القانوني والسياسي لقضايا التعريب وتعميم المصطلحات، ومشاركته هذا المجال في مصر والخارج
* وتناول الدكتور عبد الحميد شلبي أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، دور جامعة السلطان قابوس في خدمة اللغة العربية في أنحاء العالم
كما تحدّث الدكتور صلاح عاشور العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر حول التعاون اللغوي والمعجمي بين الكلية وجامعة السلطان قابوس
فيما ألقى الشاعر الكبير بدري البشيهي قصيدته العصماء في اللغة العربية (هي الفصحي)
ومنها:
هي الفصحى عطاء الله ذي النعمِ
هي الفصحى لسان الحق في القدمِ/
فسبحان الذي جلّى حقيقتها
خلودا خطه في اللوح بالقلمِ/
أنا زيت وفي المصباح أوقده
أنا المشكلة ضوئي كاشف الظلمِ/
وفي ختام الندوة، ألقى الدكتور سعيد العيسائي كلمته حول بعض الأعلام العمانيين في مجالات اللغة العربية والنحو الصرف والشعر والعروض، كالخليل بن أحمد الفراهيدي، والمبرد والطبيب راشد بن عميرة وغيرهم،
ودور كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات اللغوية والعربية والاسلامية في جامعات (جورج تاون) بالولايات المتحدة الأمريكية و(ملبورن) بأستراليا و(بكين) بالصين و(أكسفورد) بالمملكة المتحدة
كما وجّه الضيوف والمشاركون التحية إلى سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية قيادة وشعبا، علي الدور العالمي الكبير الذي تقوم به البلدان في حماية ونشر وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال المؤسسات العلمية العربية والإسلامية العريقة في كلٍ من البلدين
أدار الصالون وشارك بكلمته: (قبل أن تتحول لغتنا العربية إلى لاتينية ميّتة) الشاعر الإعلامي الدكتور محمود خليل.