في قلب غابات وسهول غرب أفريقيا تتوارى، وتتسلل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين كظلال خافتة، تسعى للسيطرة من مالي إلى بوركينا فاسو، تكتب الجماعة فصولًا جديدة من فصول تنظيم القاعدة المصنف عالميا بالإرهاب.
تشكيل الجماعة: موحدة على الإرهاب
تأسست الجماعة في مارس 2017 من اندماج أربع جماعات متشددة، وهي أنصار الدين، والمرابطون، وجبهة تحرير ماسينا، وفرع إمارة الصحراء، تحت لواء تنظيم القاعدة، أعلن قادتها الولاء لأمير التنظيم، متغلغلة في مالي وغرب أفريقيا.
الأهداف والأيدولوجية: سلفية جهادية
تتبنى الجماعة الفكر الجهادي العالمي، مستهدفة إقامة دولة سلفية إسلامية قوية تطيح بالمصالح الغربية، تسعى لطرد النفوذ الأجنبي، وتوظف الانقسامات الاجتماعية والعرقية لتحقيق غاياتها، مستغلة الوضع الاقتصادي المتأزم.
تمويل وأساليب
تعتمد الجماعة على فدية الأسرى وفرض الضرائب وتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى الضغط على تجار البشر والمخدرات- وفقا لمصادر صحف غربية، وعملياتها العسكرية تتنوع بين الهجمات الانتحارية، والقصف بالصواريخ، والقتل المباشر، لتعزيز نفوذها المحدود في المنطقة.
تصنيف دولي: إرهاب عالمي
صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية منذ 2018، وغالي، زعيمها يُعد إرهابيا عالميًا منذ 2013. تصنيف يوضح خطورتها ويبرز مدى تهديدها للأمن الدولي، مع جهود لملاحقتها وتفكيك منظومتها.
قيادات الجماعة
إياد أغ غالي، أمير الجماعة منذ إنشائها، يقود العمليات ببراعةٍ، وأمادو كوفا، نائب غالي، أحد المؤسسين، وقيادي في جبهة تحرير مورو، بينما قُتبة أبو، القاضي الشرعي، يوجه العمليات الدينية باضطراد.
هجمات ملحوظة
في 2018، استهدفت الجماعة السفارة الفرنسية والجيش البوركينابي، موقعة عشرات القتلى، وأحدثت دمارًا هائلًا. تلي ذلك هجمات على قوات الأمم المتحدة، ومعسكرات عسكرية، ومرابض القوى في المنطقة، تُظهر قدرتها على التربص والانتقام.
السياق الإقليمي
تمتد خطط الجماعة إلى مالي وليبيا وغيرها، حيث تستغل النزاعات المسلحة والصراعات العرقية، فتضرب عبر الحدود بشكلٍ ممنهج، وتفرض نشاطها كوسيلة لفرض الهيمنة وجعل المنطقة ساحةً للصراع حتى تسيطر عليها.
الواقع اليومي
لا يمر يوم دون أن يسجل هجوماً جديداً، يؤرق المناطق الواقع بها. زادت عمليات الجماعة من نزوح السكان وتدمير البنية التحتية، في محاولة لقلب موازين القوى والسيطرة.
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أكثر من مجرد منظمة، هي ظاهرة تكشف عن عمق التحدي، ومن وجهة نظر الصحف الغربية، فإن مواجهتها تتطلب جهودًا دولية حاسمة، واستراتيجية متكاملة، للحيلولة دون انتشار ها.