شهدت ليبيا في مايو 2025 تطورات متسارعة على المستويات الأمنية والسياسية والإنسانية، مما يعكس هشاشة الوضع العام في البلاد.
تصاعد الاشتباكات في طرابلس
اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة طرابلس بين “جهاز دعم الاستقرار” وقوات “اللواء 444” عقب اغتيال قائد الجهاز عبد الغني الككلي في 12 مايو. أسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 8 مدنيين وإصابة أكثر من 70 آخرين، مما دفع الأمم المتحدة والمجلس الرئاسي إلى تشكيل لجنة هدنة في 19 مايو لاحتواء الأزمة .
اكتشاف مقابر جماعية
في أعقاب الاشتباكات، تم العثور على 58 جثة متفحمة داخل ثلاجة مستشفى أبو سليم للحوادث، الذي كان تحت سيطرة جهاز دعم الاستقرار، مما أثار مخاوف من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .
تدهور الأوضاع الإنسانية
لقي 11 مهاجراً سودانياً مصرعهم في حادث سير جنوب الكفرة في 30 مايو، بينما تم العثور على 7 آخرين متوفين داخل مركبة معطلة في الصحراء، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المهاجرون في ليبيا .
تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة
حذرت الأمم المتحدة من أن الاستقرار الهش في ليبيا مهدد بسبب فشل القادة السياسيين والأمنيين في تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، مشددة على الحاجة الملحة لإحراز تقدم في العملية السياسية .
جهود لتأمين الحدود
عقد مجلس الدفاع اجتماعاً موسعاً لمناقشة الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية مع تونس والجزائر، وتم تكليف حرس الحدود ووزارة الداخلية بتأمين المنافذ الحدودية الغربية بالتنسيق مع الأجهزة المختصة .
تُظهر هذه الأحداث التحديات الكبيرة التي تواجه ليبيا في سعيها نحو الاستقرار، مما يستدعي جهوداً محلية ودولية مكثفة لمعالجة الأزمات المتعددة التي تعصف بالبلاد.
خبراء: الانقسام والتدهور الأمني
يرى الخبراء أن الأوضاع في ليبيا تنذر بمزيد من الانقسام والتدهور الأمني ما لم تُتخذ خطوات حاسمة نحو توحيد المؤسسات وبناء الثقة بين الأطراف المتصارعة.
الباحث في الشأن الليبي، محمد العمامي، صرح بأن “الفراغ السياسي وسوء توزيع السلاح بيد الجماعات المسلحة يعقد المشهد أكثر” وفقا للمشهد الليبي
من جهته، حذر الخبير الأممي طارق المجريسي من أن “الاستقرار في ليبيا مرهون بإرادة داخلية حقيقية تتجاوز المصالح الضيقة” بحسب بي بي سي.
ويدعو الخبراء إلى دور دولي أكثر فاعلية لدعم المصالحة وفرض خارطة طريق واضحة نحو الانتخابات.
مجلس الأمن الدولي
في 17 مايو 2025، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في طرابلس، ودعا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات ضدهم. كما رحب بالهدنة المعلنة، مطالبًا بالالتزام بها دون شروط والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأكد المجلس دعمه لعملية سياسية شاملة يقودها الليبيون، وسلط الضوء على أهمية توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
في مايو 2025، أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في ليبيا، خاصة بعد الاشتباكات المسلحة في طرابلس. دعت الجامعة، بالتعاون مع مصر، إلى وقف التصعيد والاحتكام للحوار، مؤكدة أن استمرار الانقسام السياسي يهدد وحدة البلاد واستقرارها .
خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، شدد الأمين العام أحمد أبو الغيط على ضرورة تحقيق مصالحة شاملة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتنهي المرحلة الحالية بما يسمح بانطلاقة وطنية حقيقية نحو المستقبل، بحسب اخبار ليبيا 24..
مطالبات بإقالة الحكومة
أضرم محتجون النار في الإطارات وأغلقوا طريقاً رئيسياً في العاصمة الليبية طرابلس، الجمعة، مطالبين باستقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، وذلك عقب اشتباكات “دامية” شهدتها العاصمة، فيما تستضيف القاهرة اجتماعا عاجلا بشأن ليبيا اليوم السبت بي بي سي.