الأمة الثقافية

في مثل هذا اليوم: نابليون يقرر ترك الحملة الفرنسية ومغادرة مصر

اختلف المؤرخون في أسباب قرار نابليون المفاجيء بمغادرة مصر، وكانت تبريراتهم وأسبابهم كلها غير منطقية وغير مُقنعة، والمؤرخ الوحيد الذي كان مباشرا ولم يتجمّل هو “عبدالرحمن الجبرتي” فقال إن نابليون اكتشف أنه كان مخطئا عندما جاء بنفسه، وأن احتلال مصر أمر سهل يحتاج لفرقة بقيادة ضابط صغير من الجيش الفرنسي.

يقول الجبرتي:

(كان الطفل يركب الحمار بالمقلوب في حي (بولاق أبو العلا) بالقاهرة، والطرطور فوق رأسه، وزفة ضخمة تضم المئات من الأطفال والنساء والرجال تسير خلفه في فرحة بالطبل والمزمار والزغاريد.. وجيش الفرنسيين يخترق حي بولاق بعد أن احتل القاهرة.. الزفة تقطع موكب الجيش بالعرض في بلاهة شديدة.. وهي تهتف (يا أبو الريش إن شا لله تعيش) … (يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات) … يندهش نابليون بونابرت قائد الجيش الفرنسي ويسأل:

ما هذا ؟ ولماذا لم تكترث هذه المظاهرة بالجيش؟ فقالوا له: إنها زفة (المطاهر) فالمصريون (طاهروا) الطفل ويحتفون به.. فنظر نابليون بونابرت إلى المحيطين به من العلماء والجنود في أسى وحزن وقال: إن الشعب الذي تلهيه هذه التوافه عن المحتل لا يستحق أن يأتي إليه نابليون بنفسه.. إنني نادم على حضوري وسوف أعود) .. وعاد نابليون .. ولكن بقيت الهيافة والتفاهة.. من جيل إلى جيل.. )

من كتاب (بين شهيق وزفير – 2005م، يسري الخطيب)

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى