الأحد مايو 19, 2024
فتح مكة تقارير سلايدر

في مثل هذا اليوم 20 رمضان 8هـ: فتـــحُ مكة

1- في مثل هذا اليوم 20 رمضان، كان فتح مكة.. وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ناقته يقرأ سورة (الفتح) ويُرجّع فيها (أي: يردد ويعيد).

(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا. وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا. هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا. وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.).

2- كان من بنود صُلح الحديبية؛ مَن أحبَّ أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.

3- تعتبر القبيلة التي تنضم لأي الفريقين جزءًا من هذا الفريق، أي أن أي عدوان تتعرض له أيٌّ من القبائل يُعَدّ عدوانًا على ذلك الفريق التابعة هي له، ويعتبر في الوقت ذاته مخالفة واضحة للاتفاقية، ومَن جاء مِن قريش إلى المسلمين مسلما يلزم المسلمين أن يردوه إليهم، ومَن ذهب مِن المسلمين إلى قريش مرتدا عن الإسلام لا تلتزم قريش بإعادته للمسلمين؛؛؛ دخلت خزاعة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كان بين القبيلتين حروبٌ وثارات قديمة.

4- أراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلًا، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال، فأسرع “عمرو بن سالم الخزاعي” إلى المدينة، وأخبر النبي بغدر قريش وحلفائها..

5- أرادت قريش تفادي الأمر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوَى؛ حيث أمر رسول الله المسلمين بالتهيُّؤ والاستعداد، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها.

6- في العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري، ولما كان بالجحفة لقيه عمُّه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلمًا مهاجرًا.

وركب العباس بغلة رسول الله البيضاء، يبحث عن أحدٍ يبلِّغ قريشًا لكي تطلب الأمان من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يدخل مكة.

7- كان أبو سفيان ممن يخرج يتجسّس الأخبار، فوجده العباس، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان من رسول الله، فجاء به راكبًا معه، حتى أدخله على رسول الله، فقال له الرسول: “وَيْحَك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟… ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟”. فقال العباس: ويحك أسلم! فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم أكرمه الرسول فقال: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن”

8- لما تحرّكَ الجيش لدخول مكة، أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، العباس أن يحبس أبا سفيان بمضِيق الوادي؛ حتى تمرّ به جنود الله فيراها، فَمَرَّت القبائل على أبي سفيان، والعباس يخبره بها، حتى مرَّ رسول الله في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، فقال أبو سفيان: سبحان الله! ما لأحدٍ بهؤلاء قِبل ولا طاقة.

9- أسرع أبو سفيان إلى قومه، وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به، فـتـفـرّق الناس إلى دورهم، وإلى الكعبة…

10- دخل رسول الله مكة متواضعًا لله الذي أكرمه بالفتح، وكان قد وزَّعَ جيشه إلى مجموعات أو كتائب؛ احتياطًا لأي مواجهة.

11- ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، وكان حول البيت 360 صنمًا، فجعل يطعنها بقوسٍ في يده ويكسرها، ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]، والأصنام تتساقط على وجوهها، ثم طاف بالبيت.

12- دعا الرسولُ عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها فـفُـتِحت، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها، وصلى بها، ثم خرج وقريش صفوفًا ينتظرون ما يصنع، فقال: “يا معشر قريش، ما ترون أني فاعلٌ بكم؟” قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم.. قال: “فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، اذهبوا فأنتم الطلقاء”

13- أعاد الرسولُ المفتاح لـ عثمان بن طلحة، ثم أمرَ (بلال بن رباح) أن يصعد الكعبة فيؤذّن، وأهدر رسول الله يومئذٍ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر بقتلهم وإن وُجِدُوا تحت أستار الكعبة، وقد عفا الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن بعضهم، بعد ذلك.

14- من الذين أمر الرسولُ بقتلهم، بسبب جرائمهم الكبيرة:

١- (مقيس بن صبابة)

من شعراء الجاهلية، وكان مسلما وارتد، وقتل بعض المسلمين، وقُتِل بعد إهدار دمه.

٢- (عبد الله بن الأخطل) والجاريتين المغنيتين

كان شاعرا، وقد أسلم وهاجر الى المدينة، وارتد، وأصبح سافكا لدماء المسلمين،،

وكان يكتب الشعر لجاريتين مطربتين عنده، في ذَمّ الرسول والمسلمين،، ويردد العامة والدهماء تلك الأغاني.

وقتلَ المسلمون الشاعر ابن الأخطل، وجارية،، أما الأخرى فقد تابت وأسلمت.

٣- (عبد الله بن أبي سرح)

كان مسلما، وارتد، لأنه لم يحتمل حياة التقشّف التي يعيشها المسلمون،، ومن أجل أن يُرضي قريشا، أخذ يشوّه في مصداقية النبي والمسلمين، ولكنه تاب وعاد، وحسُن إسلامه،، وفتح أفريقيا.

٤- (هند بنت عتبة)

كانت قاسية مجرمة، غليظة القلب، شديدة في كفرها، وهي التي مثّلت بحمزة عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبقرت بطنه، وأخرجت ما فيه، وظلّت تلوك كبده بين أسنانها.. وكانت تقود النساء للتمثيل بجثث شهداء المسلمين في أحد: فقطّعَت أنوف وآذان الشهداء، وجعلت منهم قلادة ووضعتها في عنقها، ودخلت بها مكة.

فلما كان يوم الفتح لزمت منزلها، وقد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمها، وعندما علمت بقبول الرسول للتائبين، دخلت وهي منتقبة في صفوف النساء لا يعرفها أحد، وعرفها الرسول من صوتها، عندما سألته،

وأسلمت، وطلبت العفو، ورجعت هند إلى بيتها مسلمة، وأسرعت إلى صنمها الذي كانت تعبده، وألقت به على الأرض، ووضعت قدمها عليه وقالت: لقد كنا معك في غرور، الحمد لله الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور.

٥- (عكرمة بن ابي جهل)

كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقاتل مع قريش في بدر، وكان قائد فرسان المشركين في أحد، واشترك في الخندق وأحد الذين اقتحموا الخندق مع { عمرو بن وِدّ}…

أسلمَ عكرمة، وأصبح من قادة جيوش المسلمين، وما خاض المسلمون بعد إسلامه معركة إلا خاضها معهم، واشترك في حروب الردة، ثم لما فرغ اتجه إلى الشام، واشترك في معركة اليرموك، ولما اشتد الكرب على المسلمين في معركة اليرموك، نزل من على جواده وكسر غمد سيفه، ونادي بأعلى صوته:

من يبايعني على الموت، فبايعه البعض على الموت، وأوغل في صفوف الروم، فبادر إليه خالد بن الوليد، وقال: لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين، فقال عكرمة: إليك عني يا خالد، فلقد كان لك مع رسول الله سابقة، أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله، فدعني أكفّر عما سلف مني، وظل يقاتل حتى مات شهيدا (رضي الله عنه)

15– خطبة فتح مكة:

وفي اليوم الثاني قام رسول الله وألقى خطبته المشهورة، وفيها: “إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ”.

وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة، فقال لهم: “معاذ الله! المحيا محياكم، والممات مماتكم”، ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يومًا، يجدِّد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى، ويكسر الأصنام.

…………

يسري الخطيب

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب