تجمّد القومُ لا حسٌ ولا خبرُ
ولا حياةٌ ولا سمعٌ ولا بصر ُ!
يا أمة الحق، مالي لا أراكِ سوى
أكذوبةٍ ساد فيها العجز والخورُ
حثالة من يهود تستهين بكم
تصول في أرضكم تبغي وتأتمرُ
(مالي أراكم نياما في بلهنيةٍ)
والهود صار لها أمر ومؤتمرُ؟!
(مالي أراكم نياما في بلهنية)
والكفر لوث أقصاكم .. ويفتخر ُ!
عدا اليهود على أوطانكم وغدوا
مثل الوحوش ؛ فلا تثنيهمو نُـدُر
ودمّروا الدور والأبراج بل قصفوا
كل المسـاجـد لم يُتـرَك لها أثــر ُ
وهدّموا كل مشفىً عامرٍ وقضًوا
على المجاريح والمرضى ومن حُصروا
ودفّنوا الناس أحياء بأرضهمو
حتى اشتكت واشمأزت منهم الفطًرُ
فقد أبادوا ألوفـا من أصائلنــا
ومن شيوخٍ وأطفالٍ وما قدروا
وحرّقوا الناس أحياءًًوميّتةً
ودمّروا كل ما يحتاجه البشرُ
ونفّذوا كل ما يبغون من خُطَط
وقومنـا نُـوَّم خانتهم الغِيَـرُ
وجاوزوا كل حدٍ في جرائمهم
وسوّدوا صفحة التاريخ ما حذروا
وجنّدوا أشقياء الأرض وامتشقوا
أخس أسلحةٍ جاءت بها الفكَرُ
ومثّلوا أمر (فرعون) وما ارتدعوا
وقلّدوا (هتلرا) في كل ما انسعروا
(حضارة الغاب والأمريك) تدعمهم
قد دنّسوا صفحة التاريخ واحتقروا-
-كل الشرائع والأديان وابتدعوا
دينا جديدا من الإجرام ينحدرُ
سنّوا لنا سننا فيما نعاملهم
عند القصاص – وأمر الله منتصرُ
من اعتدى فاعتدوا مثل اعتدائهمو
ولن يكون لهم في حينها عُذُر
ولن نخاف – برد- لوم لائمة
ولن يراعى لهم شأن ولا خطرُ
والله يا خَبث الأكوان يا نجسا
من الحثالات.. من ضلوا ومن غدروا
لنبعثنّ عليكم سخط خالقكم
ومن يسومكم التعذيب..فانتظروا
فردنا قادم يجتث شركمو
يعروكم الخسف..لا يبقي ولا يذرُ
تجتاحكم حمم(الطوفان) صاعقةَ
فيها جهنم تمحوكم وتستعرُ
أحداث (غزة) دين في رقابكمو
سنقتضيه بما يقضي به القدرُ
تظل (غزة طوفانا) يلاحقكم
حتى تذوبوا فلا يبقى لكم أثر!
يظل إجرامكم في(غزة) شبحا
تنتابكم فيه من أهواله صورُ
ولن تذوفوا حياة رغدةَ أبداَ
من بعد هذا ولن يهنا لكم عمُرُ
هذا إذا لم تُبادوا جملة بِددا
في هرمجِدّون أو بيسان يا قذرُ
ترتاح من شركم كل الدُنا وتُرى
من محوكم درة الأكوان تزدهرُ
تُكًبّر القدس إيذانا بسحقكمو
زين المدائن من تحلو بها العُصُرُ
ويفرح المسجد الأقصى بسحق بني
صهيون من لوّثوا لأكوا ن واندحروا
تطهّر المسجد الأقصى وساحته
من النجاسة، جلّ الله فاعتبِروا
………
الحمدُ لله حمدا دائما أبدا
فهو الذي دائما للحق ينتصرُ
*هذا صدر بيت للشاعر الجاهلي (لقيط بن يعمر) الإيادي -من قصيدة عينية- يحذر فيها قومه ( قبيلة إياد العربية) من غدر كسرى وغزوه – وكان هو عنده – فاطلع عليها كسرى وقتله ؛ فاستعرنا منه هذا الشطر أو الصدر ..لتشابه الظروف.
و(البلهنية) = الرخاء وسعة العيش – كما في الوسيط. (قاموس)
———————————-
عبد الله خليل شبيب: كاتب فلسطيني وشاعر وتربوي وإداري وصحافي