الأمة الثقافية

“في وداع الشيخ أبي إسحاق الحويني”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى

مـا ثَـمَّ إلا الـحُزنُ فـي الأعـماقِ 

وعـلا الـوجِيبُ وماله مِن راقي

فـي كـل يـومٍ .. لـلمنيَّةِ صـرخةٌ 

مــا ثَــمَّ بـاقٍ غـيرُ وجـهِ الـباقي

يـا ربِّ رحـمتَكَ التى يُرجَى بها 

دفـــعُ الــبـلاءِ ونـاجـعُ الـتـرياقِ

اجـبُر مـليكَ الـكونِ كسْرَ قلوبنا 

وارحـم مُـصابًا في أبي إسحاقِ

مـا جَـلّ فـيه الخَطْبُ إلا ما أرى

فــي فـقـدِنا إيَّــاهُ مــن إخـفـاقِ

عَـلَـمٌ تـقر بـها الـعيونُ وتـهتدي 

مُـهَجٌ كمثل الشمسِ في إشراقِ

يـسقى قلوبًا في الهجير بكأسِهِ  

غـيثَ الـهدايةِ يـا لِهذا الساقي !

مِـن بـحرِ أحـمدَ لـمْ تزلْ قنواتهُ

تـجري بما في البحر من إغداقِ

نـادى الـمُحِبَّ وأسـمعتْ كلماتُهُ 

قـلـبَ الـمـحبِّ الـوالهِ الـمشتاقِ

أوَ مــا تَـرَى حـوضَ الـنبيِّ تـغبُّهُ  

مُـهَـجٌ تَـحِـنُّ بـبـالغِ الأشـواقِ ؟!

هو لمْ يَزلْ يُزْكِي الحنينَ لِهَدْيهِ  

وَفَّـــى لِــمَـا لــلـهِ مِـــن مِـيـثاقِ

والـسـنَّـة الـغـراءُ تـشـهدُ عُـمـرَهُ

أفــنـاهُ فــي شـغـفٍ بـهـا دفَّــاقِ

يـصطادُ مِـن بـحرِ الهدايةِ لؤلؤًا 

يُــهــدِيـهِ لـلـنُّـجـبَاءِ والــعُـشَّـاقِ

سـبعون عـامًا رحـلةٌ يـسعى بها 

مــا بـيـنِ خـوفِ اللهِ والإشـفاقِ

كـم أرهـقته من السنينِ مَشاهِدٌ 

فـمضى بـها فـي شِـدَّةِ الإرهـاقِ

والـفـارسُ الـمغوارُ لـمْ يـهدأْ لـه 

عــزمٌ بــه كــم ذادَ عــن أخـلاقِ

حتى ارتقى قِمَمَ السماحةِ عاليًا

فوق السَّحابِ فكان نعم الراقي

يـا كـمْ عرفتُكَ والمنابرُ أطرَقَتْ 

لـخطابكم والـناسُ فـي إطـراقِ

هـذا خِـطابٌ سـلسلٌ مِن سلسلٍ 

كـالـشَّهدِ يُـرسَل فـي ألـذِّ مَـذاقِ

ورأيـتُ صـبرَكَ كـم بدا أعجوبةً 

يـا كمْ لِصبرِكَ في السُّمُوِّ مَرَاقي

الـيوم تبكيكَ المساجدُ إن بكتْ 

يــومًـا .. بــدمـعٍ نــازفٍ مِـهـراقِ

تـبكي وكـم حـنَّتْ إلـيكَ يـراعةٌ 

 إذ تـــاقَ فـيـها الـحِـبرُ لــلأوراقِ

يـا دوحـةَ الإيمانِ طِيبي ما زها 

عِـــلْــمٌ ، وأورقَ أيَّــمــا إيــــراقِ

سيظلُّ عِلْمُ الشيخُ يسكُبُ نورَهُ 

 بـعد الـمماتِ ورغـم أنـفِ فـراقِ

والـعِـلمُ إرثُ الأنـبـياءِ فـفـزْ بــهِ 

أغـلى مـن الأنـوار فـي الأحداقِ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights