تقاريرسلايدر

في يوم مكافحة التصحر : تركيا ومصر بين زراعة ومجازر الأشجار

الأمة/ ماذا قال الرسول عن قطع الاشجار؟

كان صلى الله عليه وسلم يوصي أمراء جيوشه فيقول: اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله ولا تغدروا.. ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة ولا تهدموا بناء. 

سنترك تركيا أكثر ملاءمة للعيش للأجيال القادمة..بهذه الكلمات، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف: “لقد زرعنا 7 مليارات شتلة وبذرة خلال الـ 21 عاما الماضية.

جاء ذلك في منشور على حسابه بمنصة “إكس”، اليوم الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف.

وقال الرئيس التركي: “سنواصل جهودنا بكل حزم لترك تركيا أكثر ملاءمة للعيش للأجيال القادمة”.

وأعرب الرئيس التركي عن أمله في أنّ يكون اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف وسيلة مفيدة

.

مذبحة الاشجار في مصر

لقد سمعت أنين الشجر والحجر تحت معاول الطغيان في شوارع وميادين القاهرة بشكل خاص ومحافظات مصر بشكل عام ..

منذ أن بدأت السلطات المصرية،خلال الأعوام القليلة الماضية ،إلى قطع آلاف الأشجار في مدن ومناطق عدة، تصدرتها العاصمة القاهرة، حيث بات يصف المدافعون عن البيئة هذه الإجراءات بـ”مجازر أو إعدام الأشجار”.

وتؤكد تقارير علمية ودراسات أن المساحات الخضراء في مصر تقلصت بشكل كبير، إذ كشفت ورقة بحثية صادرة عن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، نشرت قبل عام ونصف العام تقريبا، أن متوسط نصيب الفرد من المساحات الخضراء في المحافظات المصرية بلغ 17 سنتميترا فقط وهو أدنى بكثير من التوصيات العالمية.

فيما تقول الهيئة العامة للاستعلامات في مصر عبر موقعها الإلكتروني إن نصيب الفرد من المساحات الخضراء يُقدر بنحو 1.2 متر مربع.

وتوصي منظمة الصحة العالمية، بما لا يقل عن 9 أمتار مربعة من المساحات الخضراء لكل فرد، إذ تقول إن ثمة علاقة بين المساحات الخضراء وتعزيز الصحة العامة.

قطعت آلاف الأشجار لتوسيع الطرق 

ومنذ عام 2014، قررت السلطات في مصر تحويل أحياء بأكملها إلى مشروعات عقارية، في إطار خطتها التي تقول إنها “لتطوير المناطق العشوائية”، حيث إنه إلى جانب إزالة مئات المنازل، قطعت آلاف الأشجار لتوسيع الطرق.

وتقول المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في الورقة التي أعدها الباحث بملف العدالة البيئية، محمد يونس، وتحمل عنوان “حتى لا يزول الأخضر”، إن “قطع الأشجار في مصر بات ظاهرة متكررة تصاحب مشروعات بناء وتطوير المرافق الخدمية، بشكل لا يراعي الوظيفة البيئية للأشجار والمساحات الخضراء”.

وتضيف: “قطع الأشجار في المساحات البينية للطرق وعلى جوانبها بمحافظة القاهرة، صار هو الإجراء الأولي لعمليات توسيع الشوارع لدواعي السيولة المرورية وتوفير مساحات وقوف للسيارات”.

ولم تستثن الإجراءات الأشجار في القرى والمدن الريفية، وفق المبادرة التي تشير إلى أن “مشروع تبطين الترع والمصارف في تلك المناطق شمل أيضا اقتلاع آلاف الأشجار، دون الإعلان عن أي دراسات أثر بيئي لإزالة تلك الأشجار أو تحديد منهجية واضحة للإزالة وتخفيف عمليات القطع إلى أقصى درجة ممكنة”.

تقلص المساحات الخضراء حرم المواطنين من التبريد الذي كانت تمنحه لهم خلال درجات الحرارة المرتفعة”.وقبل أيام، سجلت محافظة أسوان بأقصى جنوب مصر، أعلى درجة حرارة على كوكب الأرض، حسبما أعلن مسؤولو هيئة الأرصاد في البلاد، تجاوزت 48 درجة مئوية، وسط تقارير تتحدث عن وفيات عدة تجاوزت 40 حالة بسبب موجة الطقس.

مصر التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) في نوفمبر  عام 2022 في مدينة شرم الشيخ، تواجه انتقادات واسعة من نشطاء المناخ بسبب عدم الاكتراث للمخاطر التي تنطوي عليها عملية إزالة الأشجار.

أشجار مصر الجديدة

وفي تقرير نشرته مؤسسة تومسون رويترز قبيل مؤتمر الأمم المتحدة، كشفت مبادرة تراث مصر الجديدة، وهي مجموعة تأسست عام 2011 للحفاظ على التراث المحلي، أنه “في منطقة مصر الجديدة بشرق القاهرة وحدها، تم قطع حوالي 2500 شجرة بين عامي 2019 و2020 كجزء من أعمال توسيع الطرق”

تجريف حوالي 10,000 متر مربع من حديثة الميريلاند التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، من أجل إنشاء نصب تذكاري لإحياء ذكرى مشاريع بناء الطرق والجسور في القاهرة، وفقا لـ”تومسون رويترز”.

أشجار المنصورة 

أزيلت  في المنصورة حديقة هابي لاند التي تعدّ حديقة تاريخية كونها أحد متنزهات الخديوي إسماعيل، وأسست في عهده وتحوي أشجارا عريقة قبل أن تبسط وزارة النقل يدها عليها وتهدم الأشجار وتستحوذ عليها لأغراض استثمارية، حسب مبادرة “أنقذوا المنصورة” في منتصف الشهر الماضي.

أشجار حديقة المنتزه التاريخية في محافظة الإسكندرية

وفي العام الجاري أزيلت كميات هائلة من أشجار حدائق المنتزه التاريخية  في محافظة الإسكندرية التي يتعدّى عمرها 100عام.

حدائق المنتزة الملكية هى مجموعة من الحدائق الغنية بالأشجار والزهور ومساحتها 370 فدان  فى حى المنتزة فى شرق مدينة الإسكندرية فى مصر وتطل على خليج عرف بأسم خليج المنتزة،ويوجد بها 5 شواطئ للسباحة بينهما شاطئان خاصان إضافة الى قصر المنتزة الملكى الرئيسى المبنى على الطراز الفلورنسي الإيطالى وأيضا قصر السلاملك الذى تحول الى فندق فاخر (السلاملك بالاس) وتتميز حدائق المنتزة بأشجارها العتيقة وأحواض زهور نادرة .

وقد أقيمت هذه الحدائق منذ أكثر من مائة عام في عهد الخديوى عباس حلمى الثانى . ويوجد داخل حدائق المنتزة منشأت سياحية ومنها مطاعم ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات وتطل حدائق المنتزة على خمس شواطئ هى عايدة وكليوباترا وفنيسيا و سمير اميس إضافة الى شاطئ خاص بفندق هلنان فلسطين.

محافظة بورسعيد  

تمت إزالة نخيل تاريخي بشارع 23 يوليو يتعدى عمره 100 عام، حسب صفحة “بورسعيد بين الماضي والحاضر” المتخصصة في التراث البورسعيدي على موقع التواصل فيسبوك، العام الماضي، وقبل ذلك في عامي 2015 و2019 فيما عرف وقتئذ باسم مذبحة أشجار حديقة قناة السويس وحديقة المنتزه.

وفي العديد من محافظات مصر منها القليوبية والغربية …الخ عمليات ازالة ممنهجة لاشجار مصر ومساحتها الخضراء.

وتؤكد دراسة نشرت في مجلة الهندسة والعلوم التطبيقية الأكاديمية عام 2022، تحت عنوان “حجم المساحات الخضراء العامة وتوزيعها في القاهرة”، أن إجمالي حجم المساحات الخضراء في العاصمة القاهرة تقلصت إلى 6.9 ملايين متر مربع في عام 2022، من 7.8 ملايين متر مربع في عام 2017.

وأشارت الورقة البحثية للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى متوسط عند حوالي 39 سنتيمترا في محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد.

ويبلغ أعلى متوسط نصيب للفرد من المساحات الخضراء في محافظة جنوب سيناء بواقع 161 سنتيمترا، والأقل في محافظات القليوبية والغربية والفيوم وقنا ومطروح عند سنتيمترين فقط.

أن “الأشجار ليست رفاهية في ظل الزيادات القياسية لدرجات الحرارة على مدار العقود الماضية.

نعود الي سؤال مهم من المستفيد من مذابح الأشجار وتجريف الحدائق في مصر؟ الحديث يطول وذو شجون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى