في كتابه الملهم «فجّـر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة»، يقدّم الدكتور ديفيد فيسكوت، الطبيب النفسي الأمريكي الشهير، دليلاً عمليًا وعاطفيًا للتعامل مع الأوقات العصيبة، ليس فقط بالبقاء على قيد الحياة، بل بالنمو والازدهار أيضًا. فالكتاب دعوة صريحة إلى مواجهة الألم لا الهروب منه، وتحويل المحنة إلى منحة، والانكسار إلى انطلاقة.
جوهر الكتاب:
يركّز المؤلف على أن الألم جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وأن كل إنسان يمتلك بداخله طاقة هائلة لمواجهة المحن، لكنها تظل كامنة حتى تدفعنا الظروف لاكتشافها. يطرح فيسكوت أسئلة جريئة ومباشرة:
لماذا نخاف من الألم؟
ما الذي يمنعنا من البوح بمشاعرنا؟
هل نتجنب الحقيقة لأننا لا نستطيع مواجهتها؟
ويقدّم إجابات نابعة من تجربته الإكلينيكية العميقة، حيث يرى أن الاعتراف بالمشاعر المؤلمة هو أول خطوة نحو التحرر، وأن الصدق مع النفس هو مفتاح النمو.
أبرز الأفكار:
لا تحاول إنقاذ نفسك من الألم بل عِشْهُ بوعي.
الإنكار يطيل المعاناة، والصدق يُعجّل بالشفاء.
كل ألم يحمل رسالة، فاسمعها جيدًا.
أعظم طاقاتنا تنبع من أعمق جراحنا.
أسلوب الكتاب:
يتميّز أسلوب فيسكوت بالبساطة والعاطفة، مع تركيز على الحوارات الذاتية والأسئلة التي تحفّز القارئ على استبطان مشاعره وتفكيك آلامه الداخلية. النصوص قصيرة لكنها مكثفة، ويشعر القارئ كأنها موجهة إليه شخصيًا.
أهمية الكتاب:
يحظى الكتاب بشعبية واسعة لأنه يقدّم أدوات حقيقية للتعامل مع الحزن والفقد والفشل، ويناسب كل من يمرّ بتجربة صعبة: فقدان عزيز، انفصال، أزمة نفسية، أو حتى شكوك في الذات.
عن المؤلف:
ديفيد فيسكوت (1938–1996) هو طبيب نفسي أمريكي، ومؤلف لعدة كتب نفسية مؤثرة، أشهرها هذا الكتاب وكتاب “الشفاء العاطفي”. عُرف بأسلوبه الإنساني العميق في العلاج، وقد جمع بين الطب النفسي والكتابة والإعلام، فكان له برامج إذاعية شهيرة في الولايات المتحدة.
خلاصة:
“فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة” ليس مجرد كتاب للمساعدة الذاتية، بل هو مرآة للنفس، يعلّمنا كيف نحزن بكرامة، وننهض بصدق، ونتحرر من أوهام القوة الزائفة إلى جوهر القوة الحقيقية: قبول الألم، والعمل من خلاله.