فِي غَزَّةٍ نَبَتَ الشُّمُوخُ وَأَثْمَرَا
وَتَجَاوَزَتْ أَغْصَانُهُ هَامَ الذُّرَا
وَزَهَا الإِبَاءُ وَرَاحَ يَعْزِفُ لَحْنَهُ
فَشَدَتْ بِهِ شَفَةُ المَدَائِنِ وَالقُرَى
الصَّامِدُونَ، الصَّابِرُونَ جَبِينُهُمْ
أَبَداً لِغَيْرِ اللَّهِ لَنْ يَتَعَفَّرَا
أَرْذَالُ أَهْلِ الأَرْضِ قَدْ جَمَعُوا لَهُمْ
جُوعاً وَتَشْرِيداً وَمَوْتاُ أَحْمَرَا
لَكِنَّهُمْ نَحْوَ السَّمَاءِ رُؤُوسُهُمْ
وَاللَّهُ يَنْصُرُ مَنْ بِهِ إِسْتَنْصَرَا
لا تَرْقُبِي يَا غَزَّةٌ فِي جِيلِنَا
شَهْماً إِلَى نَصْرِ الضَّعِيفِ مُشَمِّرَا
رُبَّانُنَا فِي سُكْرِهِ مُسْتَغْرِقٌ
يَصْحُو وَيَرْجِعُ بَعْدَهَا كَيْ يَسْكَرَا
وَلَعَلَّهُ رَضَعَ المَذَلَّةَ يَافِعاً
وَبِكُلِّ أَثْوَابِ الخُنُوعِ تَأَزَّرَاً
رَبَّوْهُ لا يَعْدُو لِلَهْفَةِ ضَارِعٍ
وَإِذَا يُنادَى لِلْفِدَاءِ اسْتَدْبَرَا
فَاصْبِرْ أَخِي المَظْلُومَ وَاشْمَخْ صَامِداً
لا بُدَّ يَوْماً أَنْ تَعُودَ مُظَفَّرَاً
لا يُسْلِمُ المَجْدُ الرَّفِيعُ قِيَادَهُ
طُولَ المَدَى إِلاَّ فَتَاهُ الأَصْبَرَا
يَا غَزَّةَ الأَمْجَادِ بِئْسَتْ أُمَّةٌ
لا تَصْحَبُ الصِّمْصَامَ كَيْ تَتَحَرَّرَا