كتاب “عرفت السادات” للدكتور محمود جامع هو شهادة سياسية وشخصية فريدة من نوعها عن الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كتبها أحد المقربين منه، والذي عرفه عن قرب قبل توليه الحكم وبعده. ينقسم الكتاب إلى عدة فصول، يحمل كل فصل فيه طابعًا خاصًا، بين الذكريات والتأملات السياسية والتحليل الشخصي.
الفكرة العامة للكتاب:
الكتاب شهادة تاريخية شخصية عن أنور السادات، تقدم صورة غير رسمية له، من خلال رجل عرفه عن قرب، وتُظهر كيف أن السادات كان شخصية مركّبة، ذات ذكاء فطري، وانتهازية سياسية، مع ميل شديد للمسرح والدراما. يكشف المؤلف الوجه الآخر للسادات، في علاقاته بالناس، واستخدامه للدين والسياسة، وتغيره بعد تولي الرئاسة.
الفصل الأول: كيف عرفته؟
ملخص: يحكي محمود جامع عن لقائه الأول بالسادات عام 1964، في لقاء سياسيّ بمدينة المنصورة، حيث توطدت العلاقة بينهما سريعًا. يصور السادات كشخص ودود، لبق، يجيد كسب القلوب، لكنه لا يعطي كل ما في داخله. كانت علاقتهما تقوم على مزيج من الاحترام، والمصالح السياسية، والميل الشخصي.
اقتباس مهم:
“كان السادات إذا أحبك، أدخلك قلبه سريعًا.. وإذا خافك، أخرجك من حياته بلا ندم.”
الفصل الثاني: السادات والتدين
ملخص: يكشف الكاتب عن تحول السادات في تدينه، وكيف كان يظهر الورع والتقوى حينما يخدمه ذلك سياسيًا، بينما يتخلى عنها حين تضيق مصالحه. ويعرض مواقف تثبت استخدامه لرجال الدين في ترسيخ حكمه، وربما في التخلص من خصومه.
اقتباس مهم:
“كان يُصلي، ويبكي في الدعاء.. ثم يُعطي أوامره باعتقال المئات في نفس اليوم.”
الفصل الثالث: السادات والإخوان
ملخص: يشرح الكاتب كيف تحالف السادات مع جماعة الإخوان بعد خروجه من السجن، ثم عاد لينقلب عليهم بعد تثبيت سلطته. يعتبرهم “سلمًا” استخدمه ليصعد فوق ناصرية متهاوية، ثم ركلهم بعد أن انتهى الدور.
اقتباس مهم:
“أعطاهم الحرية.. لا حبًا فيهم، بل كرهًا في خصومه.”
الفصل الرابع: السادات وعبد الناصر
ملخص: يستعرض العلاقة المعقدة بين السادات وعبد الناصر، وكيف عاش السادات في ظله، ثم انقلب على إرثه بعد وفاته. يُظهر السادات كشخص كان يحمل مشاعر متناقضة تجاه عبد الناصر: إعجاب، وغيرة، وخوف، ثم رغبة في محو أثاره.
اقتباس مهم:
“كان ناصر في قلبه جبلًا ثقيلًا.. وما إن مات، حتى بدأ السادات في الحفر فيه.”
الفصل الخامس: السادات والسلطة
ملخص: هذا الفصل محور الكتاب، يكشف فيه جامع كيف تغير السادات بعد توليه الحكم، من شخصية بسيطة إلى ديكتاتور ناعم. يتناول استعراضه الإعلامي، حبه للألقاب، تقربه من الغرب، وبدء خطوات الانفتاح الاقتصادي، وما سببه من كوارث للفقراء.
اقتباس مهم:
“كان الحاكم، والمخرج، والبطل.. وكل من عداه، كومبارس صامت.”
الفصل السادس: قراراته الغريبة
ملخص: يستعرض الكاتب قرارات السادات المثيرة للجدل مثل زيارة القدس، معاهدة كامب ديفيد، الانفتاح، اعتقالات سبتمبر 1981. يصورها كقرارات منفردة، لا تُبنى على مشورة، بل على حدس مسرحي.
اقتباس مهم:
“كان ينام على قرار، ويستيقظ على نقيضه.. ثم يقنع الجميع أن هذا هو الصواب.”
الفصل السابع: رجال حول السادات
ملخص: يحلل جامع الشخصيات التي أحاطت بالسادات، مثل صفوت الشريف، كمال أدهم، عثمان أحمد عثمان، زكريا محيي الدين، وغيرهم. يراهم أدوات في لعبة السادات، استخدمهم بذكاء ثم أبعدهم حين شعر أنهم خطر.
اقتباس مهم:
“لم يكن له صديق دائم.. بل خادماً دائم التغير.”
الفصل الثامن: نهايته
ملخص: يناقش الأيام الأخيرة من حكم السادات، الأجواء التي مهدت لاغتياله، قرارات سبتمبر، قمع المعارضة، وخطابه الأخير في البرلمان. يرسم جامع نهاية مأساوية لرجل صنع أعداءه بنفسه، ورفض أن يسمع إلا صوته.
اقتباس مهم:
“مات واقفًا.. لكن لم يسمع أحد من كان يصرخ: توقف، لقد ذهبت بعيدًا.”
أبرز المقولات في الكتاب:
“السادات كان عبقريًا في تحويل الهزيمة إلى نصر.. والخلاف إلى خيانة.”
“كان عنده استعداد أن يلبس الجلابية، أو البدلة الفرنساوي، حسب الجمهور.”
“من لم يكن معه، لم يكن فقط ضده.. بل كان في الطريق إلى السجن.”
“السياسة عند السادات مسرح.. والجمهور دائمًا مصفق، حتى لو لم يفهم المشهد.”
في الختام:
“عرفت السادات” ليس فقط كتابًا في التاريخ السياسي، بل شهادة صريحة من رجل عايش التحول الكبير في شخصية حاكم، من التواضع إلى التفرد، ومن الزُهد إلى التسلط. وهو كتاب يكشف الوجه الإنساني والسياسي لأنور السادات كما لم يُروَ من قبل.
عمل أدبي وسياسي يروي بأسلوب بليغ ومؤثر خفايا العلاقة بين المؤلف والرئيس الراحل أنور السادات، متناولاً فترة زمنية حافلة بالأحداث من الثلاثينيات إلى الثمانينيات.
يرسم الكتاب لوحة حية لعلاقة المؤلف الوثيقة بالسادات، مزجاً بين الذكريات الشخصية والتحليل السياسي، كاشفاً عن أسرار خلف أبواب السلطة.
يتناول الكتاب السادات بأسلوب يبدو محايداً ظاهرياً، لكنه يحمل بين سطوره نقداً ضمنياً، موثقاً صوراً من الرخاء والشقاء في مسيرة الرئيس.
الكتاب، بصفحاته الـ320، رحلة عبر أروقة التاريخ المصري، تجمع بين الحقيقة والرؤية الشخصية، وتثير التأمل في تعقيدات السياسة والإنسان.
المؤلف
د. محمود معوض جامع.
تاريخ الميلاد: 1936، بقرية ميت أبو الكوم، محافظة المنوفية، مصر.
الوفاة: 14 يناير 2019، عن عمر 83 عامًا بعد صراع مع المرض.
التعليم: أستاذ الأمراض الجلدية،
حصل على درجة الدكتوراة في الطب
النشاط السياسي: عضو مجلس الشورى سابقًا.
كان صديقًا شخصيًا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وشهد أحداثًا سياسية مهمة في عصره
الإسهامات المهنية: مؤسس التأمين الصحي في مصر.
عمل كطبيب جلدية في طنطا، وكان حريصًا على علاج المرضى حتى آخر لحظات حياته، حيث لم يتجاوز أجر الكشف الطبي 50 جنيهًا.
كان الطبيب المعالج للشيخ محمد متولي الشعراوي أثناء مرضه.
العلاقات البارزة: صداقة وثيقة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي منذ الأربعينيات، وكان تلميذًا له، متأثرًا بتوجهاته الصوفية.
رافق السادات في زياراته لمسجد السيد البدوي برفقة الشيخ أحمد حجاب، مما يعكس بعده الصوفي الذي فضل إخفاءه.
الدكتور محمود جامع كان شخصية متعددة الأوجه، جمع بين الطب، السياسة، والكتابة، وترك بصمة كبيرة في التاريخ المصري من خلال إسهاماته في التأمين الصحي وكتابه عرفت السادات، مع علاقات وثيقة بأبرز شخصيات عصره كالسادات والشيخ الشعراوي.