رواية “مزرعة الحيوان” (حديقة الحيوان)
للروائي البريطاني: جورج أورويل – 1945
الفكرة العامة:
رواية مزرعة الحيوان (Animal Farm) هي حكاية رمزية ساخرة تُجسد في ظاهرها ثورة تقوم بها الحيوانات ضد الاستبداد البشري، لكنها في جوهرها مرآة دامية للثورات التي تبدأ طاهرة فتُدنسها أطماع السلطة، ولا سيما الثورة البلشفية وما أعقبها من صعود الستالينية في الاتحاد السوفيتي.
يرسم جورج أورويل بريشة الأدب وخنجر النقد لوحةً قاتمة عن كيف تتحول المبادئ إلى شعارات خاوية، وكيف يستبدّ قادة الثورة بأتباعهم، تمامًا كما فعل الطغاة الذين ثاروا عليهم. إنها قصة عن خيانة الثورة، وعن تحوّل الضحية إلى جلاد.
أهم المقولات:
1- “جميع الحيوانات متساوية، لكن بعض الحيوانات أكثر مساواة من غيرها.”
أشهر مقولة في الرواية، تجسد جوهر النفاق السياسي وسقوط شعارات العدالة.
2- “الإنسان هو العدو الوحيد الحقيقي.”
شعار الثورة في بدايتها، الذي سُرعان ما يتبدد حينما يتشبه القادة الجدد بأعدائهم.
3- “الجهل قوة.”
إشارة إلى سلاح الأنظمة الاستبدادية في تجهيل الجماهير.
أهم فصول الرواية:
1- البداية – حلم العجوز “ميجور”:
تبدأ الرواية بخطبة ملهمة من الخنزير العجوز ميجور، الذي يحرض الحيوانات على الثورة ضد الإنسان المستبد “جونز”، ويدعو إلى عالم تُحكم فيه المزرعة بعدل ومساواة.
2- الثورة – سقوط السيد جونز:
بقيادة الخنازير، وبخاصة نابليون وسنوبول، تقوم الحيوانات بثورة ناجحة وتطرد الإنسان، وتؤسس “مزرعة الحيوان” على مبادئ الاشتراكية والمساواة.
3- نابليون وسنوبول – صراع السلطة:
سرعان ما ينشب صراع بين القائدين، فيطرد نابليون رفيقه سنوبول بالقوة مستخدمًا كلابه المتوحشة، ويستفرد بالحكم، مُؤسسًا نظامًا قمعيًا لا يقل استبدادًا عن النظام السابق.
4- التزييف والتحريف – سحق المبادئ:
يُحرّف نابليون وصحبه الوصايا التي كانت تحكم المزرعة، ويعيد كتابة التاريخ، ويفرض الطاعة العمياء باسم الثورة. الحيوانات، رغم شعورها بالغدر، تظل صامتة بسبب الخوف والجهل.
5- الديكتاتورية – تشبه القامع بالمقموع:
يتحالف نابليون مع البشر، ويعيش الخنازير في رفاهية بينما تعاني باقي الحيوانات من الجوع والعناء، ليتلاشى الفارق بين الظالم والمظلوم.
6- الخاتمة – النهاية المفجعة:
تنظر الحيوانات من النافذة، فلا تفرّق بين وجوه الخنازير والبشر، وقد صار الجلاد والمحرر وجهين لعملة واحدة. الثورة أُكلت، والأمل ضاع.
الأسلوب الأدبي والرمزي:
جورج أورويل كتب الرواية بأسلوب بسيط الظاهر، عميق الباطن. استعار شخصيات حيوانية لفضح الاستبداد البشري، واستخدم السخرية السوداء ليُجلي أقسى الحقائق دون مواربة. نابليون يُمثل ستالين، وسنوبول يُحاكي تروتسكي، وكل حيوان يعكس طبقة أو تيارًا سياسيًا أو ثقافيًا في المجتمع.
لماذا تُعد الرواية خالدة؟
لأنها ليست فقط رواية عن الاتحاد السوفيتي، بل عن كل ثورة تسحق أحلام الشعوب تحت أقدام الطغيان.
لأنها تفضح ببراعة كيف تُغتال المبادئ باسم المصلحة.
لأنها، ببساطة، تُعيد سرد التاريخ بصوت لا يخاف.