أقلام حرة

 قرار المسعود يكتب: حوار لترسيخ دولة

ثبت عبر تاريخ الأمم، أنه عندما يكون هناك قائد حاكم يتمتع بمحبة شعبه و وطنه فإنه عادة ما يلجئ ليسمع الرأي العام و يسمع صوت المواطن. إن ما أعلنه الرئيس في خطابه بعد أدائه اليمين الدستوري لعهدة ثانية، بحوار وطني شامل تلتقي فيه كل الرؤى بعدما وصلت إليه البلاد من نمط تسيير يشترك فيه الكل بالطريقة المطلوبة لما تطمح إليه الجزائر الجديدة التي لم تصبح شعارا مشكوكا فيه. هي سنة سنتها الجزائر في إطار الميثاق الوطني في 1976 و يعتبر هذا الحوار الشامل لبنة أساسية لتعزيز صفوف الجبهة الداخلية و تقويتها.

       لا يسعني وإيمانا بهذا المسعى إلا أن يكون هذا اللقاء مجردا كليا من الذاتية كما كان عليه لقاء الـ 22 لاندلاع الثورة، ليسطر معالم الأفاق المستقبلية التي تستقر بها الجزائر نهائيا. لم و لن يكون سهلا على كل وجهات النظر مهما كانت في هذه الحقبة أن لا تشاطر منهاج الوصول الى تعزيز الاكتفاء الذاتي و استغناء الدولة عن الاسترداد و تعزيز الأمن إلا مَنْ حاقد أحمق. إن هذا الحوار سيكشف كل النوايا التي تريد أن تعبث بمستقبل المواطن وهو جدير أي المواطن أن يرد عن نفسه في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة ولا يقبل مَنْ ينوب عنه في كل القضايا.

– حوار يفرض على الكل الانصياع للمنطق المفروض والحتمي الذي يعتبر المخرج الوحيد الذي لا سبيل غيره.

– حوار يُرضي الجميع بدون إستثناء ويجعل كل واحد أمام مسؤولياته الفعلية وما يترتب عليها.

– حوار يعيش من خلاله المواطن و هو مدرك متيقن أنه مع الجميع و يعمل مع الجميع و يحمي وطنه مع الجميع و يتألم مع الجميع و يفرح مع الجميع و لا بديل له.

– حوار يصحح الأخطاء ويؤيد الصالح ويعاقب الطالح.

– حوار مخرجاته مقدسة ومنفذة من الجميع بقناعة تامة من أجل الوطن لا غير.

– حوار يدرس كل صغيرة وكل كبيرة بإنصاف ويحترم الكبير والصغير.

– حوار يحمي الجميع ويدافع عنه الجميع.

– حوار يضع القواعد الأساسية التي يتفق عليها الجميع بالجميع بدون استثناء ويتقبلها الجميع بدون استثناء.

– حوار خطوته الأولى دزاير تحرر تحت راية واحدة ووطن واحد ومنهاج نوفمبري واحد وشرعية باديسية واحدة.

– حوار يحترم خصوصيات الجميع ويحافظ على الجميع.

– حوار شعاره حب الوطن وحمايته من طرف الجميع.

– حوار مبدؤه «وأمركم شورى بينكم» بأيدها الجميع ويدافع عنها الجميع ويعمل بها الجميع.

– حوار له مرجعية خالدة بوجود الوطن والأمة.

–  حوار مبني على الصراحة التامة والأخوة التامة والمساهمة التامة.

  في إعتقادي، هذا ما أجده من وصف لما تقبل عليه الجزائر. إن هذا الحوار ليس كسابقيه، جاء في وقت عرفَ للمواطن مكانته ووضعيته وما عليه وإليه. جاء يحمل نضج ومسؤولية الفرد اتجاه بلده. جاء يوقظ الأمة لما يدور حولها وما تحت قدميها. جاء يعلم حسن التسيير والتدبير قبل الطوفان. جاء بمرجعية 22 فيفري 2019 ووديعة الشهداء ومنهاج نوفمبر كثوابت للأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى