قرار المسعود يكتب: كلما تطور الإعلام فقد مصداقيته

قرار المسعود.. كاتب ومحلل جزائري

يجمع الناس على تطور الاتصال والإعلام وإلى الوصول لذروته حتى أصبح المجتمع مولع به ومخدر، ولا يعيش إلا بما يسمعه ويراه من تناقضات ومتضادات في التصريحات والتوجيهات وكشف المستور لنوايا بعض الوسائل المسموعة والمرئية والتواصل بأنواعه.

هل مزال المجتمع يصدق المشبوه وما كان مسيطرا عليها من طرف ذوي النفوذ لتنفيذ مشروعهم حتى ما بعد السابع أكتوبر 2023؟ أم وسائل التواصل المضادة كشفت المؤامرة نوعا ما وتفطنت الشعوب للواقع المرير المفبرك من أجل تخويفهم وسلب خيراتهم؟

 أسئلة كثيرة مطروحة على الضمير البشري في هذه الآونة، هل إعلامنا هو النافذة التي نرى منها سبيل النجاة؟ أم هو بوق هلاك الشعوب ودفعهم لتدمير البعض بالبعض؟ أم مثلها كمثل إبليس لما قال للإنسان دعوتك فاستجبت؟ أم هو المصدر الذي نحلل منه اليقين ويتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود؟ أم هو شبح للشعوب المغفلة من أجل تخديرها بكل ما يجعلها عبيد له؟

من خلال ما وصلت إليه الأحداث في المعمورة حاليا توضع فكرة المخطط الذي تم إعداده لتوجيه الشعوب حسب مصلحة القوي بواسطة الإعلام لذلك الهدف، فحقيقة ضمير الإعلاميين الطاهرين لا تستطيع أن تبرز أمام زخم الأبواق الصاخبة في كل اتجاه و في أي مكان إلا القليل من المخلصين للمهنة.

هل في عالم اليوم لم يبق في هذا الحقل إلا ما رحم ربي؟ أم طغى عليه الجانب المادي حتى انقلبت الأبصار والعقول؟ ولعل ما نراه من تزييف وبهتان وطمس الحقيقة وتلفيق في غزة مثال يعكس ما هو مسلط على الضمير والمهنة الشريفة للإعلام وأهله.

فصحوة ضمير المجتمعات لما يخدمها بنفسها، تولد حاجز أمام الأكاذيب وتكشف المؤامرات المدسوسة ضده ومن حوله. من خلال وطنيين مخلصين لوطنهم ومهنتهم النبيلة.

قرار المسعود

كاتب وباحث جزائري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights