قرار المسعود يكتب: لماذا تتجدد يا نوفمبر؟
قرار المسعود يكتب|⇐ هل هي مجرد أحداث للاحتفال والنزاهة؟ أم ينبوع يسيل من أعالي جبال النمامشة وونشريس وبوكحيل وبوزقزة؟
أمْ نفحة الله تسابحت على أناس أكرمهم بالشهادة في سبيله؟
أَم طفرة شباب تشبع بحب الوطن والعقيدة؟ أم تراكم نضال مرير وتفكير عميق؟ أمـ إقدام على النصر أو الشهادة؟ يقول نوفمبر.
كل هذا ينصب في عبارة التجديد إلا النزاهة التي جعلها أحفادي قبلة لكل ثائر ومستنشق بعطر الحرية لكل مظلوم ومسلوب من حقوقه
يتزود من وجوده على الوجه الأصلي الذي خلق من أجله والرسالة المنوطة به كإنسان يعيش حرا وفي أمان وطمأنينة حيث ما كان.
الإيمان والعمل بقناعة وإخلاص بمنهاج العدالة لكل شعوب المعمورة على أساس المساواة،
هو الذي جعل هذا منهاجي يتجدد في ذكرايِ. ويستقطب كل متعطش ولهان للدفاع عن مبادئه المسلوبة.
أنا نوفمبر النبراس الذي جل جلاله في يوم أغر بأن تحرر الجزائر بشعار بسم الله والله أكبر والشهادة في سبيل الله وأن لا يبقى فوقها مشرك أبدا.
قرار استجابت له كل الكائنات قبل عباد المنطقة وزكاه الرب ولحنه الرشاش في الجبال الشامخات.
أوصي أحفادي بحب الوطن والإخلاص له والثبات على المبادئ المسطرة،
وأن تصيروا أسياد أنفسكم أمام كل مَنْ تسول له نفسه، فيركع مشلولا مذلولا مخذولا.
وأدعوا الله أن يسدد خطاكم ومسعاكم في كل الأمور وأن تكون خالصة لوجه الله وتغيث كل مغيث.
إن العمل بالثبات على الحق والصمود والإيمان بالله وحده من طرف شهدائنا الأبرار يعيد كل مرة تجديد هذه الذاكرة المقدسة في كل فاتح من نوفمبر في أذهان المواطن الجزائري
التي تجسدت كمحطة خالدة في وجدان أحفاده الذين لا يرضون إلا النهل والشرب من هذا المنبع الذي شرفهم ومجدهم أمام الأمم.
وجعل دماء أجدادهم في الوغى من هذه البقعة لا تدنس أبدا ولو تكالب عليها كل كفار العالم مهما حاولوا من مؤامرات دنيئة وتظليل حاقد.