قرار المسعود يكتب: هل أنا مغفل، أم لست في عالمي؟
أتحسس كل يوم من خلال مخالطتي لمجتمعي واحتكاكي به وغالبا ما يسبب هذا النقاش في الرؤى بشأن الأحداث العامة اختلافا معه،
وعندما يكون النقاش حادا أعاتب نفسي على أنني المخطئ أو ثقافتي غير كاملة أو درايتي لا تحيط بما يجري في عالمي يوميا.
لكن عندما أتدارك عقلي أجد أن الصواب غالبا ما يكون حليفي. فأتعجب وأخاطب نفسي مرة أخرى، هل أنا المخطئ فعلا في تصوري للواقع أو لأنكِ دائما لا تريدين اليقين؟ فتجيبني: اسأل عقلك.
فأحلل الأمر أو المسألة من أوجه مختلفة وأرى خارج نطاق مجتمعي الذي أعيش فيه فأتيقن بوجود نسبة عالية تشاطر تصوري.
فهل بات من الضروري، تجنب المخالطة أو محاربة الجهل حتى ينتصر العلم؟
لا يتعجب القارئ الفاضل من العنوان بل يتعجب من الوضع والتناقض الذي نعيش فيه ونتجاهل المسير الحكيم لشؤونه وتقديره لكل شيء.
فالمسألة مسألة سنة إلهية ولكن ننسى المسببات البشرية التي نحن ملزمون بها. يقول سيناك: الزمان يداوي ما لم يستطع عليه العقل.
هل هذا المثل ينطبق عليٌ أم على محيطي؟ هناك مَنْ يستوعب مِنْ الإشارة وهناك مَنْ لا يستوعب مِنْ ضرب الحديد. هل هو القدر المكتوب أم القدر المفروض؟
– أنَا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: في قارة بها أكثر من عشرين دولة، لو تستورد حبة موز تباع بسعر واحد متفق عليه وتصدر بنفس النمط.
أَنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي تسعى أن تطعمني من أرضي ولا من أرض غيرها.
أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنها تريد حمايتي بأولادي لا من غيرهم.
أنَا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: يقول قائل أن ما أنجز في بلادي في عامين إثنين لم ينجز في عشرين سنة.
أَنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي وضعت وديعة الشهداء خط أحمر لأعيش حرا ومستقرا ومطمئنا.
أنـا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي كان لها أرباب في التموين من الخارج على حساب القدرات المحلية في الأشغال الكبرى والاستغلال المنجمي والطاقوي لتصبح لهم والمجتمع عبيد.
أنَا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنه قديما كان يحجب الإعلام على المناطق الداخلية ولا نعلم شيء عن تسيير بلادنا وما ينفعنا.
– أَنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن هناك مخطط لطمس ذاكرتنا وأبطالنا وتاريخنا
أنـا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن ميثاق حقوق الإنسان المقدس من 1945 مبني على تمجيد أهل المحرقة واحترام ساميتهم.
أنَا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن دولة بحجم شارع عضو في الأمم المتحدة مقابل دولة تحارب من أجل استقلالها منذ قرن وليس لها الحق في الاستقلال ولا العضوية.
أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنك لا يجب أن تفهم وإذا فهمت عليك أن تنُضم إلى الغرب ليستفيد من قدراتك.
أَنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: كل ثروات بلادي كانت مستغلة من طرف الأجانب وكان شباب بلادي يموت في البحر.
أنَا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي كانت تمول أوروبا بالقمح واللحم.
أَنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أن بلادي كانت تسيرها عصابة وأنا أصفق لها.
أنـا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: كنت مخدر بالشعارات الغربية لا بالواقع.
أنا مغفل لأنني أدركت مؤخرا: أنني كنت جزء من هذه المسرحية
أليست هذه حالتي، أم هي حال مجتمعي ومجتمعات المعمورة؟
في بيان المعقول تهتز العقول ويبرز المفعول ويظهر المذلول وينبطح المخذول، فأين أنتم يا أهل العقول؟
من هذه العبارة نطرح سؤال،
هل من عبقري يستطيع أن يبين ويشرح بأمثلة بسيطة ومفهومة حتى يدرك المواطن الكريم ماذا ينبغي عليه أن يبادر به في الظرف الحالي اتجاه بلده وشعبه؟