شاب بسيط تشعر بالهدوء حينما تنظر في وجهه، وتتفحص هدوء عينيه الخضراواتين، تعرف أنه كما يقولون ” ابن موت”.
كغير من أهل غزة كان يتوقع استشهاده ما بين لحظة وأخرى، خاصة وأنه كان صوتا حرا ينقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، سواء على صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك” أو من خلال قناة الجزيرة القطرية.
وفي وصية لمحمد قريقع قبل استشهاده بدقائق أوضى أهل غزة قائلا: ” كل شيئ يسير بمقادير الله فلا نخوف حالنا بحالنا فما يكتبه الله لهذا الشعب سيكون فكل شيئ حادث يسير بمقادير الله وبعد هذه الإبادة التي تعرض لها أهل غزة في غضون 23 شهرا نرجو من الله ألا تفتح إبادة جديدة”.
داخل خيمة صغيرة بالقرب من بوابة مجمع الشفاء الطبي، كان الصحفي الشهيد محمد قريقع يكتب فصول حكايته الأخيرة، بعد ما أتم رسالته كاملة ولم يقصر يومًا ما، لم يهمه صوت دوي الانفجارات التي كانت تزلزل الأرض تحدت أقدامه، كل ما كان يشغله هو إيصال الحقيقة كاملة، كما أوصته والدته التي يشاء القدر أن يجمعها نفس مكان الاستشهاد سويًا.. فكيف حدث ذلك؟.
https://www.facebook.com/watch/?v=694016550356137
محمد قريقع يلحق بوالدته
في الاقتحام الثاني لمستشفى الشفاء، قبل عدة أشهر، كانت والدة محمد قريقع ضحية أخرى اُستشهدت تحت ركام القصف، ليدفنها محمد قريقع في أرض المستشفى نفسها، وهو المكان الذي توفي بالقرب منه وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية نقلاً عن «روسيا اليوم».
ay /وانضم محمد قريقع إلى قافلة من سبقوه من الصحفيين، فكان على رأسهم إسماعيل الغول، صديقه الذي اغتاله القصف قبل أسابيع، ليجتمع مع والدته ورفقائه الاثنين «الغول » وأنس الشريف الذي كان واقفًا صامدًا لآخر نفس، لا يخشى شيئا.
وقبل لحظات من استشهاده، خرج محمد قريقع في مقطع فيديو عبر بث مباشر في حسابه الرسمي على «فيسبوك»، ليسرد خلاله آخر الأخبار من داخل قطاع غزة، لكنه لم يعرف أنه بعد دقائق سيصبح هو الخبر الجديد.
يذكر أن محمد قريقع درس الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية في فلسطين، وعمل بمهنته في الصحافة حتى استشهاده، والتي أحبها كثيرًا وكان دومًا لايمل من إيصال الحقيقة للعالم أجمع.