قصف الحوثيون لمطار بن جوريون يزيد الشكوك علي رهان نتنياهو علي الضغط العسكري

قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخًا أُطلق من الحوثيين في اليمن تجاوز عدة محاولات لاعتراضه وسقط قرب مطار بن غوريون صباح الأحد، في بداية أسبوع العمل في إسرائيل.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي الرسمية بحسب تقرير “وول ستريت جورنال “أن منظومة “حيتس 3” الإسرائيلية المتطورة، بالإضافة إلى منظومة “ثاد” الأميركية، فشلتا في اعتراض الصاروخ.
ووفقًا لفرق الطوارئ، أُصيب ثمانية أشخاص بجروح، بعضها في الأطراف وأخرى بسبب قوة الانفجار، دون الإبلاغ عن وفيات.
وفي مقطع فيديو نشره على حسابه في منصة “إكس”، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل استهداف الحوثيين، مضيفًا: “لن تكون ضربة واحدة وتنتهي، بل ستكون هناك ضربات”.

وذكر مسئول إسرائيلي أن نتنياهو سيعقد في وقت لاحق من الأحد مشاورات أمنية بشأن الردود المحتملة على الحوثيين، الذين تبنوا الهجوم.
يأتي هذا القصف الحوثي وفقا لتقريرالذي ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “في وقت من المقرر أن يصوت فيه مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء الأحد، على توسيع العملية البرية في غزة.
ومن المتوقع أن تبدأ هذه التوسعة خلال أيام، وتشمل تصعيدًا تدريجيًا في الضغط العسكري على حركة حماس لإجبارها على قبول شروط إسرائيل مقابل وقف إطلاق نار مؤقت أو دائم.
وأفاد مسئولون عسكريون بأن الجيش الإسرائيلي بدأ، السبت، باستدعاء آلاف جنود الاحتياط للمساعدة في عمليات غزة، وقد يصل عددهم إلى عشرات الآلاف مع الوقت.
ومع دخول الحرب شهرها التاسع، يشعر جنود الاحتياط بالإرهاق، وتزداد المطالب الداخلية بإنهاء القتال. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، لا يزالون محتجزين في غزة.
لكن نتنياهو يجادل بأن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، ما يشير إلى أن الاستراتيجية الحالية لم تحقق أهدافها بعد.
ويُطرح تساؤل حول مدى قدرة إسرائيل على مواصلة هذه السياسة قبل اللجوء إلى غزو كامل لغزة واحتلالها، كما يدعو بعض المسؤولين، أو القبول بوقف دائم لإطلاق النار.
وقال أمير أفيفي، مؤسس منتدى الدفاع والأمن القومي في إسرائيل، والمقرب من الحكومة: “من الواضح أن ما تم حتى الآن لم يدفع حماس إلى الإفراج عن الرهائن. يجب أن نستمر في خطة الحرب للقضاء عليهم”. وأضاف أن لدى إسرائيل خططًا للعمليات في أجزاء من غزة لا تزال حماس تسيطر عليها ولم تشهد معارك بعد.
المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن لا تزال مستمرة منذ انهيار الهدنة الأخيرة في يناير، مع تبادل الطرفين الاتهامات برفض العروض الجديدة.

وأعلنت حماس أنها مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف إطلاق نار لمدة خمس سنوات، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وبدء عملية إعادة إعمار. بينما تطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس قبل إنهاء الحرب.
منذ استئناف القتال في يناير، استخدمت إسرائيل غارات جوية لاستهداف عناصر وقيادات حماس، بينما ركزت القوات البرية على استعادة الأراضي وتوسيع ما تسميه إسرائيل “المنطقة الأمنية” على محيط غزة، عبر تدمير البنية التحتية وإنشاء ممرات آمنة تقسم القطاع.
وقد تسبب الهجوم قرب مطار بن غوريون، الذي يُعد هدفًا متكررًا منذ بداية الحرب، في اضطراب مؤقت لحركة الطيران، وألغت عدة شركات طيران دولية رحلاتها إلى تل أبيب.
وكانت هذه أول مرة يستهدف فيها الحوثيون المطار، رغم أن مطار بن غوريون تعرض في نوفمبر الماضي لهجوم بصاروخ من حزب الله أصاب موقف سيارات وألحق أضرارًا طفيفة.
وقال يهوشوع كاليكسي، خبير الأسلحة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن الحوثيين عادةً ما يقللون من وزن الرأس الحربي لصواريخهم كي تقطع المسافة الطويلة التي تتجاوز 1600 كيلومتر إلى إسرائيل، وهو ما أدى على الأرجح إلى تقليل نطاق الانفجار.
ورغم حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة منذ أسابيع لتقليص قدرات الحوثيين، فإن واشنطن وتل أبيب فشلتا في ردع الجماعة عن شن هجمات على إسرائيل أو على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والتي توقفت بشكل شبه كامل بسبب الهجمات الحوثية، في ما تقول الجماعة إنه دعم لغزة.
وقد نفذت إسرائيل أيضًا عدة غارات جوية في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، ضمن أطول مدى عملياتها الجوية حتى الآن. وكانت ضربة بطائرة مسيرة حوثية في يوليو 2024 قد قتلت مدنيًا في تل أبيب