تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا مع استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة، التي أسفرت عن استشهاد العشرات، بينهم 33 في قصف استهدف مطعمًا على شاطئ بحر مدينة غزة. في الوقت ذاته، تتواصل المعارك العنيفة في خان يونس بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط اقتحامات مستمرة في الضفة الغربية وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. يأتي هذا التصعيد في ظل جهود دولية متعثرة لإنهاء الحرب، مع تصريحات أمريكية وإسرائيلية تكشف عن تعقيدات سياسية وعسكرية.
وفقًا لمصادر طبية فلسطينية، استشهد 95 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الأحد، من بينهم 33 شهيدًا في غارة استهدفت مطعمًا على شاطئ بحر مدينة غزة. لم تُحدد المصادر اسم المطعم أو تفاصيل إضافية حول طبيعة الهدف، لكن القصف أدى إلى خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين. هذا الحادث يُعد جزءًا من سلسلة غارات استهدفت مناطق مدنية، مما أثار إدانات دولية واسعة.
تشهد مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، معارك ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك كتائب القسام وسرايا القدس، وقوات الاحتلال الإسرائيلي. أفادت مصادر فلسطينية بأن المقاومة نفذت كمائن استهدفت آليات عسكرية إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين في كمين بمبنى مفخخ شرق خان يونس في 6 يونيو 2025. في المقابل، واصلت القوات الإسرائيلية قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا، استهدف منازل وخيام نازحين، مما أسفر عن استشهاد العشرات، بينهم أطفال ونساء. وأفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر بأن القصف استهدف مناطق مثل بطن السمين والسطر الغربي، مما زاد من الخسائر البشرية.
في الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وقرية صرة غرب نابلس، وبلدة الخضر جنوب غرب بيت لحم، ومخيم عسكر الجديد شرق نابلس. أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” باعتقال عدة شبان فلسطينيين وتفتيش منازل، مع اندلاع مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع.
نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول أمريكي أن الرئيس دونالد ترامب يرغب في إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مع إدراج هذه القضية على رأس جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض. في الوقت ذاته، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع ذخائر لإسرائيل بقيمة 510 ملايين دولار، مما يعكس استمرار الدعم العسكري رغم الدعوات لوقف إطلاق النار.
إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، دعا إلى حسم المعركة مع حماس، مؤكدًا أن الأوامر النهائية لم تصدر بعد، وحث نتنياهو على اتخاذ قرارات حاسمة.
أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، دعا إلى الاستعداد لمواجهة محتملة مع إيران، مشيرًا إلى تصاعد التوترات الإقليمية.
يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية كارثية، حيث أدى الحصار الإسرائيلي المستمر وقصف المناطق المدنية إلى نقص حاد في الغذاء والدواء. أفادت الأونروا بأن 6,000 شاحنة مساعدات، تحمل مواد غذائية وأدوية، عالقة في المستودعات وعند المعابر الحدودية.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن 9 من كل 10 أطفال في غزة يعانون من فقر غذائي حاد، مع تراكم 330 ألف طن من النفايات، مما يفاقم المخاطر الصحية والبيئية. كما أدانت منظمات دولية، مثل الأونروا والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، استهداف المدنيين، خاصة في مراكز توزيع المساعدات وخيام النازحين، ووصفت الوضع بـ”الكارثي”.
الأمم المتحدة: حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن الهجمات الإسرائيلية ستزيد من معاناة الفلسطينيين، ودعا إلى وقف فوري للعنف.
فرنسا: أكد الرئيس إيمانويل ماكرون ضرورة وقف إطلاق النار خلال محادثات مع نتنياهو.
واشنطن: رغم الدعوات لوقف الحرب، تواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل عسكريًا، مما أثار انتقادات من منظمات حقوقية.
تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع استهداف مناطق مدنية، بما في ذلك مطعم على شاطئ بحر مدينة غزة، أسفر عن استشهاد 33 شخصًا، ومعارك مستمرة في خان يونس تسببت في خسائر بشرية كبيرة. في الضفة الغربية، تتواصل الاقتحامات العسكرية، مما يزيد من حدة التوترات. على الصعيد السياسي، تبرز محاولات دولية لوقف الحرب، لكن استمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل يعقد هذه الجهود. الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلاً لوقف العنف وتقديم المساعدات.
