أبلغت قطر حماس وإسرائيل أنها ستوقف جهود الوساطة في غزة لتثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن حتى يظهر الجانبان نية حقيقية للعودة إلى المفاوضات، بحسب وزارة خارجيتها أمس السبت.
جهود الوساطة في غزة
منذ أشهر تعمل قطر مع الولايات المتحدة ومصر على التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في غزة. وإذا تراجعت قطر عن هذا الدور، فقد يؤدي ذلك إلى عرقلة الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل.
كما نفت وزارة الخارجية القطرية التقارير التي تحدثت عن احتمال طرد المكتب السياسي لحماس من الدوحة ووصفتها بأنها غير دقيقة، رغم عدم تقديم توضيحات محددة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن طلبت من قطر طرد حماس، وأن قطر نقلت هذا الطلب إلى الحركة.
وقال مسؤول مطلع على الوضع إن وجود المكتب السياسي لحماس في الدوحة “لم يعد يخدم غرضه”، مع توقف وساطة قطر حاليا.ولكن ثلاثة مسؤولين من حماس، تحدثوا بشكل سري، أشاروا إلى أنهم لم يتم إخطارهم بأي تغيير في وضعهم في قطر.
منذ عام 2012، استضافت قطر قادة حماس السياسيين في الدوحة كجزء من اتفاق مع الولايات المتحدة، مما سهل الحوار والمفاوضات. تصاعدت التوترات في 7 أكتوبر 2023 عندما شنت حماس هجومًا على المجتمعات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين كرهائن. لقد دمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة جزءًا كبيرًا من غزة وأدت إلى مقتل ما يقدر بنحو 43500 فلسطيني.
فشلت المحادثات التي جرت في منتصف أكتوبر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حيث رفضت حماس اقتراح هدنة قصيرة الأجل، ورفضت إسرائيل في وقت سابق مقترحات لهدنة طويلة الأمد. ولا تزال الخلافات الرئيسية مستمرة بشأن مستقبل حماس ونفوذ إسرائيل في غزة.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت قطر في الأسابيع الأخيرة على إعادة تقييم وجود حماس في الدوحة بعد رفض الحركة لمقترح الهدنة في أكتوبر/تشرين الأول. ورغم أن قطر لم تفرض موعدا نهائيا لإغلاق المكتب السياسي لحماس، فإنها تعيد تقييم دورها في ضوء هذه التطورات.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن مكتب حماس كان بمثابة خط اتصال في السابق، مما ساهم في التوصل إلى وقف إطلاق نار قصير وتبادل محدود للأسرى العام الماضي.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن قطر أعادت النظر في استضافة حماس في أبريل/نيسان الماضي، مما دفع بعض أعضائها إلى الانتقال إلى تركيا. لكن بعد أسبوعين، طلبت إدارة بايدن وإسرائيل عودتهم، بحجة أن غيابهم أعاق المفاوضات.
وباعتبارها حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي، تلعب قطر دورًا فريدًا كجسر بين الدول الغربية وخصومها الإقليميين. وباستضافتها أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، تستضيف قطر أيضًا مكاتب لكل من حماس وطالبان، وقد سهلت مؤخرًا تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران.