وضعت الانقطاعات الواسعة والمفاجئة للتيار الكهربائي الخبازين وعمال المخابز، الذين يشكلون مع عائلاتهم شريحة واسعة من أشرف الكادحين في إيران ، تحت ضغوط قاصمة من جوانب مختلفة، ودفعتهم إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بأبسط حقوقهم المهضومة.
الخبازون، الذين كانوا يعانون مسبقًا من مشكلة تخفيض حصص الطحين، يضطرون في الظروف الراهنة إلى التخلص من تلك الحصة المحدودة نفسها بسبب قطع الكهرباء وتأثيره على الخبازين، مع تحمل خسائر وأضرار فادحة.
يحذر أحد المواطنين الخبازين قائلاً: “إنها الخامسة والنصف صباحًا وقد قطعوا الكهرباء. هذا هو وضعنا، ماذا نفعل في الخامسة والنصف صباحًا من تصرفات إدارة الكهرباء؟ هل آتي وأسكب هذا العجين على رؤوسكم؟ ما هذا الوضع الذي خلقوه لنا؟ والله لا يرضى، كفوا عن هذه الأفعال. والله شاهد أن العواقب ستكون وخيمة”.
الكادحون الخبازون، الذين يقفون أمام الأفران لمدة 10 ساعات بينما لا يتجاوز أجرهم اليومي 500 ألف تومان بشق الأنفس، يرفعون منذ مدة طويلة صرخات احتجاجهم ومظلوميتهم بغضب واستياء في أماكن عملهم أو في الأزقة والشوارع في العديد من مدن البلاد، احتجاجًا على هذا الظلم الذي لا يطاق.

في الأسبوع الماضي، نزل الخبازون وغيرهم من الفئات المحتجة إلى الشوارع في سلسلة مظاهرات منسقة في مدن قم، مشهد، أصفهان، الأهواز، كرمانشاه، ماهشهر، إيلام، بيرجند، نيشابور، وسنندج للمطالبة بأبسط حقوقهم.
وقد اعترفت وكالة الأنباء الرسمية للنظام على مضض بأنه “في محافظات مختلفة من البلاد، بما في ذلك قم، أصفهان، كرمانشاه، لرستان، خوزستان، إيلام، جلستان، وماهشهر، تجمع العمال والعاملون في المخابز أمام مقرات المحافظات أو قائمقاميات مطالبين بمعالجة مشكلة انقطاع الكهرباء وموضوع التأمين الاجتماعي، وتحسين الأوضاع المعيشية، وتعديل أسعار الطحين والخبز”).
وكتبت إحدى وسائل الإعلام الحكومية تحت عنوان “انقطاع الكهرباء يقطع أرزاق الخبازين”: “عندما ينقطع التيار الكهربائي ويضطر الخباز إلى التخلص من العجين المخمر بدلاً من خبزه، فإنه عملياً لا يملك بيانات ليدخلها في نظام ‘نانينو’، وبسبب ذلك، يُتهم خطأً ببيع الطحين، وتقل حصته، ويتضرر من عدة جوانب” .
وتكتب وسيلة إعلام أخرى تابعة للنظام: “من منظور اجتماعي، أدت انقطاعات الكهرباء إلى وصول الاستياء العام إلى ذروته وإضعاف الثقة بالحكومة. حاليًا، في معظم المدن، احتج الخبازون”).
وقال عضو في برلمان النظام ، معربًا عن خشيته من غضب الخبازين: “تواجه مخابز البلاد اليوم معضلات جديدة. نظام ‘نانينو’ أو ما يسمى بنظام البيع الذكي للخبز قد فاقم هذه التحديات. يا وزير الصناعة والتعدين والتجارة، يا وزير الجهاد الزراعي، أغلقوا نظام ‘نانينو’، أوقفوه.

وتساءل ما هذا التدبير السيئ؟ لقد تحولت مشاكل المخابز في البلاد اليوم إلى تحدٍ كبير… لماذا لا تجيبون؟ بشأن الانقطاعات المتكررة للكهرباء وانقطاع التيار على نطاق واسع، أحذر من أن هذا الأمر قد استنفد صبر الناس. لقد استنفد صبر الوحدات الإنتاجية وأصحاب الصناعات” (فاطمي، 20 مايو).
وكتب سلاح ورزي، الرئيس السابق لغرفة تجارة النظام، في خوف من تحول هذه الاستياءات إلى اضطرابات أكبر: “في المناطق الحارة مثل خوزستان، أدت الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي إلى تجمعات احتجاجية. حاليًا، في معظم المدن، احتج الخبازون وأصحاب المخابز، هذه الاستياءات، في ظل تضخم يزيد عن 35٪ ومعدل فقر يتراوح بين 30 و35٪، يمكن أن تتحول إلى اضطرابات أكبر” (اعتماد، 18 مايو).
أما رسالة زعيم المقاومة الإيرانیة مسعود رجوي إلى المواطنين فجاءت : “كل من يأكل الخبز ويأخذ الخبز من يد الخباز، يجب عليه الآن أن يمسك بيد الخباز وينهض لدعم الخبازين.
وشدد رجوي علي أن الخبز هو القوت الأساسي للأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني الذين يعيشون تحت خط الفقر. تلاعب النظام بخبز الشعب لا يُحتمل. نكرر: يجب أن يُصب الخبز والماء المنهوب للشعب المكبل بالسلاسل نارًا وحممًا على رأس هذا النظام”