غريبٌ أنت !
تمزّقُ عمرَك الأشواك
وينهارُ الجليدُ المُّـر
يغطي شمسَك الحـمـراء
ويحجبُ ضوءَهـا الباهِـت
ويَـذوي الـزهـرُ والأنــداء
في بستانِــك المُقـفـر
وغير قتادةٍ جَــرداءَ
في البستان لا تُـبصِــر !
*****
غريبٌ أنتَ والأنهارُ قد جَـفّـتْ
فلا شَــدوٌ ولا هَـمسُ
وليس سوَى نعيبِ البُــوم
يُـــؤَرِقُ نومَـنا المرهـــق
ويعـزِفُ للظــلام الجَــهم
أحلامــًا من الــذُّعـــرِ
وأنتَ تسيرُ فوقَ الشوكِ مُكتئــبا:
تفكــرُ في زهـورِ الأَمس
كم كانتْ تداعبـُـــــنا
تفكر في الندَى والهَمس:
ولا تدري..
بأنَّ الشـــوكَ
يقودُ خُـطاك نحـوَ الــرَّمْس !
******
غريبٌ أنتَ والأبواقُ تُـزعِجـُني
وأضواءُ الطريقِ الصاخبِ المعتُــوهِ تَــسحقُـــني
ونظراتُ الوُجُـوهِ الــزُّرقِ تُــدمِـــيني
وترمي العمـرَ في دوامةِ القَهـــرِ !
دُخانٌ يمـلأُ الآفــاقَ يخــــنِقني
وبقعٌ من بقايا الزيتِ بالطُرقاتِ تصفعـني
تُــهيلُ غِشاوةً ســــوداءَ في عَــيني
وحَولي تمــرحُ الفتياتُ..
يهيِّجن الهجيــرَ الـمُّــرَّ في نفـــسي
وآهٍ من سَــمومِ الدَرب!
******
غريبٌ أنتَ فوقَ الدَرب
تُـعانــي لوعــــةَ العُشاق
وترنو للجــدار الصَّلب:
لو يفتَّــــــرُ عن بَسـمة
لو يُــزجِــي لنا نَسمة!
ونمضي والطريقُ طويل
وهذا الحائطُ الملعونُ لا ينزاحُ
ولكنَّ الهوى بالقَلب
يَسُـوقُ الــرَّكب!
ومَهما طالَ ليلُ السَّـــيْر
فإنَّ الفجرَ خلفَ الدَرب!
إنَّ الفجــرَ خلفَ الدَرب!
