قُتل أكثر من 100 شخص في ولاية تكساس بالولايات المتحدة نتيجة الفيضانات المفاجئة التي اجتاحت الولاية خلال عطلة الرابع من يوليو. ولا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في البحث عن ناجين وجثث، وسط تقارير عن فقدان العشرات، بينهم أطفال ومشاركون في معسكر صيفي على ضفاف نهر غوادالوبي.
وقد أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدار أيام إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل غير مسبوق، مما أغرق العديد من المنازل والمخيمات وجرف المركبات، وتسبب في انهيارات أرضية.
وتشير التوقعات الجوية إلى احتمالية هطول المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، مما يزيد من خطر حدوث فيضانات جديدة. في ظل هذه الكارثة، تشهد الولاية حالة من الاستنفار الكامل،
حيث تعمل السلطات المحلية والاتحادية على توفير المأوى والمساعدات للناجين، وسط دعوات لتطوير أنظمة الإنذار المبكر وتعزيز البنية التحتية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
ويحذر خبراء المناخ من أن تكرار هذه الكوارث هو نتيجة مباشرة لتغير المناخ. ويقول الدكتور إيثان موريس، أستاذ علوم المناخ في جامعة تكساس:
“نشهد الآن نمطًا جديدًا من الظواهر الجوية المتطرفة، والفيضانات المفاجئة أصبحت أكثر شدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة بخار الماء في الغلاف الجوي.”
كما أشار إلى أن المناطق مثل وسط تكساس، والمعروفة باسم “ممر الفيضانات”، معرضة بشكل خاص لمثل هذه الأحداث نتيجة تضاريسها وافتقارها إلى بنية تصريف كافية.
من جهته، دعا خبير إدارة الكوارث جوناثان ريفرز إلى إصلاح شامل في أنظمة التحذير المبكر، قائلاً: “من غير المقبول أن نعيش في عام 2025 ولا تزال مجتمعات بأكملها تتفاجأ بفيضان خلال الليل دون أي إنذار فعال.”
وأضاف أن الاستثمار في البنية التحتية والأنظمة الرقمية أصبح ضرورة عاجلة لحماية الأرواح.
وفيما تبقى الأوضاع في تكساس محفوفة بالمخاطر، تتواصل عمليات الإغاثة وسط مخاوف من تجدد العواصف، في وقت ترتفع فيه الأصوات المطالبة بسياسات بيئية وإنشائية أكثر صرامة للحد من آثار الكوارث المقبلة..