رصدت الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية (NWS) العاصفة الاستوائية “باري” يوم 29 يونيو 2025، حيث تحركت بسرعة 40 ميلاً في الساعة، لتصل إلى ولاية تكساس بحلول 4 يوليو. نتيجةً لهطول أمطار غزيرة بلغت 6-7 بوصات، ارتفع منسوب نهر غوادالوبي بمقدار 11.8 مترًا في غضون 45 دقيقة، مما تسبب في سيول جارفة اجتاحت منازل ومخيمات صيفية، بما في ذلك “كامب ميستيك”، حيث لقيت 27 فتاة تتراوح أعمارهن بين 8 و16 عامًا حتفهن.
حصيلة الخسائر
الضحايا: بحلول يوم السبت، 5 يوليو، أعلن عن 80 وفاة، ارتفعت إلى 104 بحلول الأحد، مع فقدان 40 شخصًا في منطقة هوليو و27 مفقودًا آخرين.
الأضرار المادية: دُمرت مئات المنازل، واجتيحت مخيمات صيفية، مما ترك آلاف الأشخاص بلا مأوى.
الفئات الأكثر تضررًا: كبار السن والأطفال، خاصة في المخيمات الصيفية، كانوا من بين الضحايا الرئيسيين بسبب غياب خطط إجلاء فعالة.
ضعف أنظمة الإنذار
على الرغم من تحذيرات أولية من هطول أمطار غزيرة، لم تصدر سوى تنبيهات محدودة بـ”حالة طوارئ الفيضانات المفاجئة”، مع تعليمات غامضة مثل “الانتقال إلى أرض مرتفعة فورًا”. في مقاطعة كير، التي تُعرف بتضاريسها الوعرة وتربتها الضحلة، لم تكن هناك أنظمة إنذار مبكر فعالة، مما زاد من الفوضى.
اتُهمت إدارة الرئيس دونالد ترامب بتقليص ميزانيات الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية (NWS) والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، حيث شملت التخفيضات تسريح أكثر من 600 موظف. هذه السياسة، التي دافع عنها ترامب كجزء من أجندة “مشروع 2025″، أضعفت قدرات التنبؤ بالطقس والاستجابة للكوارث.
على الرغم من رصد العاصفة قبل أسبوع، لم تُتخذ إجراءات إجلاء مسبقة في المناطق المعرضة للخطر. هذا الإهمال أدى إلى حصار العديد من السكان، بما في ذلك كبار السن غير القادرين على الحركة، في منازلهم أثناء الفيضانات.
تأخر الإعلان الفيدرالي
لم يوقّع الرئيس ترامب على إعلان “الكارثة الفيدرالية” إلا يوم الأحد، 6 يوليو، مما أتاح تدخل وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) لتقديم مساعدات مالية ودعم لوجستي. ومع ذلك، أشار تقرير محلي إلى أن فرق الإنقاذ كانت غير كافية في البداية، مما دفع المكسيك لإرسال فرق إنقاذ، في خطوة أثارت جدلاً سياسيًا بسبب التوترات المستمرة حول قضايا الهجرة.
ردود فعل البيت الأبيض
دافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن استجابة الإدارة، مؤكدة أن ترامب “تصرف بشكل صحيح” وأن الانتقادات “مخجلة”. لكن مقاطع فيديو متداولة أظهرت عكس ذلك، حيث كان العديد من السكان عالقين في منازلهم، خاصة كبار السن.
تصريحات ترامب
في مؤتمر صحفي، وصف ترامب الكارثة بأنها “حدث مئة عام”، مدافعًا عن الاستجابة الفيدرالية ومؤكدًا أنها كانت “سريعة وفعالة”. وأعلن عن زيارة مرتقبة لتكساس “في وقت لاحق من الأسبوع”، مما أثار انتقادات لتأخره في التحرك.
في الوقت ذاته، ضربت عاصفة استوائية أخرى تُدعى “شانتال” ولاية ساوث كارولينا يوم 6 يوليو، مع تحذيرات من فيضانات مفاجئة مشابهة. توقع المركز الوطني للأعاصير أن تتحرك العاصفة شمالًا إلى نورث كارولينا، مما يعكس تزايد وتيرة الكوارث المناخية في الولايات المتحدة.
اتهم الديمقراطيون إدارة ترامب بالفشل في التعامل مع الأزمة، مشيرين إلى أن تخفيضات التمويل وإغلاق مختبرات أبحاث المناخ ضمن “مشروع 2025” ساهمت في تدهور الاستجابة للكوارث. كما أثارت مساعدة المكسيك جدلاً، حيث رأى البعض أنها محاولة لإحراج إدارة ترامب بسبب سياساتها الصارمة ضد الهجرة.
كارثة فيضانات تكساس 2025 لم تكن مجرد كارثة طبيعية، بل كشفت عن فشل إداري عميق في التعامل مع الكوارث المناخية. ضعف أنظمة الإنذار المبكر، تأخر الاستجابة الفيدرالية، وتخفيضات التمويل للوكالات البيئية ساهمت في تفاقم الأزمة. وسط هذا الفشل، تستمر التساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التحديات المناخية المتزايدة، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى استثمارات في البنية التحتية وأنظمة الإنذار لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.