كارم عبد الغفار يكتب: سوبر مان طراز محمدي
♦ خُبيب بن عدي سجين معذب في إحدى حجرات بيت بني الحارث، يتجهز بثبات لشهادة محتملة، بل أكيدة، سيقتله بنو الحارث بعد قليل ثأرًا لقتيلهم في بدر.. طلب خبيب موسيًّا (موس) يستحد به (يحلق) ليكمل وجاهته قبل لقاء ربه.
♦ بعد قليل، تسلل أحد أطفال بني الحارث إلى حجرة خبيب المظلوم المحاصر، مشهد يحبس الأنفاس، الآن خبيب المسكين الذي يجهزه أعداؤه للذبح، معه موسيّ، وبين يديه الآن ابن الذين يريدون قتله بعد قليل.. فرصة جيدة لانتقام مروع، (وموتة ولا أكتر)!!
♦ انتبهت ربة البيت لغياب طفلها عن عينها، أدركت أنه دخل حجرة (العدو)، انتفضت، انتصبت، رأته بين يدي خُبيب، شهقت شهقة وربما ضربت على صدرها تخشى ما سيفعله الرجل المكلوم المظلوم المعذب؛ فقد يذبح ابنها مدفوعًا بظرفه القاسي وورطته التي سيدفع فيها روحه بعد قليل.
♦ قال خبيب النبيل الذي علمه سيد النبلاء، وربما ابتسم في استرخاء: “تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك” (البخاري).
◘ يا أم الصغير، إن الرجل يعيش خارج صندوق الكراكيب الذي وضعه فيه عدوه، بل يعيش خارج صندوق الدنيا كله، إنه موصول بالمعالي، يدرك أن مشهده القاسي سيُعرض على شاشات العالمين، وستظل حكايته تُحكى وسيمر الظرف الأليم.