مقالات

كمال الخطيب يكتب: إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا

 بينما أنت تلتفت يمنة ويسرة فلا ترى إلا الدموع، ولا تسمع إلا الآهات والزفرات من يتيم أو أرملة أو جريح أو جائع،

وترى الدنيا وقد اسودّت في وجهك، وكل الأبواب قد أغلقت دونك، وأهل الباطل يعيشون نشوتهم وجنون علّوهم

ولسان حالهم يقولون ما قال كفار قريش يوم أحد لرسول الله ﷺ وأصحابه: «أُعلُ هُبل».

وفجأة وبدون مقدمات وإذا بها نسائم فرج تهبّ بلطف تحرّكها يد الله الرحيمة فتدبّ فيك الحياة، وتعيد إليك الروح، وتبعث فيك الأمل،

وتقفز على لسانك كلمات تردّدها كما ردّدها رسول الله وأصحابه يوم أحد «”الله أعلى وأجلّ»، «هذا ما وعدنا ربنا حقًا».

لكأني أسمع دويّ تكبيرات الفرح والفرج تملأ فضاء الكون، فتطرب لها وتردّد معها السهول والجبال والإنس والجانّ والحجر والشجر.

 هذا ليس مشهدًا خياليًا، هذا مشهدًا رأيناه وشاهدناه يوم فتح حلب وحماة ودمشق وحمص وخلع الطاغية بشار،

وبداية عودة المهجّرين السوريين إلى وطنهم، ونوشك أن نراه مع عودة المهجّرين من أهل غـزة إلى ديارهم،

وتحرير الأسـرى الفلسطينيين وعودتهم إلى أهاليهم، وسنرى مثل هذه المشاهد رأي العين كثيرًا في قادم الأيام.

 لا عزاء للمحبطين للمحبطين والمتشائمين واليائسين.

 نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا

كمال الخطيب

الشيخ كمال الخطيب - إمام مسجد عمر بن الخطاب في كفركنا - فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights