هنا نفقٌ قديمٌ قد توارى
وصمتٌ مُطبقٌ سبق انفجارا
ومن خلف التلال عرين أُسْدٍ
بها ربضت وتصطبر اصطبارا
لقد أمن الطغام هنا فناموا
وقلبٌ الصامدين قد استطارا
وصوت الريح يُعلِنُ قُربَ وقتٍ
تُحَطَّمُ فيه أوهام السُّكارى
ومن باب حديدي عتيقٍ
يطلُّ ملثمٌ ملَّ انتظارا
وقد فتح الطريق فهبَّ جمعٌ
لساح البذل يرجون انتصارا
فيا لعيونهم شَعَّت بعزمٍ
وقد قدحت بوجه الخصم نارا
قد اضطرب العدو لِما رآهُ
وضجُّوا بالصراخ وهُم حيارى
هنالك أصبح التكبير يعلو
وسيل النار ينهمرُ انهمارا
فقد سقط الجنود هنا بِفَخِّ
فما اسطاعوا الصمود ولا الفِرار
وجاءت قوة الإسناد تعدو
فما لحقت ولا اجتنبت خسارا
ف( عبد الله ) واجههم بحسمٍ
وفجَّرَ نفسه حسم القرارا
يقول فؤاده :وعجلت ربي
لترضى والرضا يهدي المسارا
طلبت شهادة في الله أهفو
لقرب المصطفى أرجو الجوارا
لقد دَكَّ العدوَّ وراح يسعى
إلى الجنَّات سبقًا وابتدارا
لتبقى قصة الأبطال درسًا
لأحرار الدُنا تغدو المنارا
وصورها العدو لأمر ربٍّ
قضى أن يُنشرَ الدرسُ انتشارا
لتبقي في فؤاد الدهر ذكرى
يُردِّدُها وينشدها افتخارا
بهذا العزم يأتي النصرُ يسعى
عن الأحرار لا ينأى استتارا
فبشرى أيها الأبطال لاحت
بشائرُ نصرِكُم تزهو ازدهارا