تحكم حركة حماس، قطاع غزة منذ عام 2007، وتشن كتائب القسام في غزة مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيسها في 1992، ومع عملية طوفان الأقصى كان هناك اهتمام كبير بمعرفة عدد عناصر حركة حماس وعدد أفراد كتائب القسام .
ونفذت كتائب القسام الجناح العسكري لـ حركة حماس، هجمات داخل إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص وأسر حوالي 200 شخص، مما أدى إلى حدوث صدمة في جميع أنحاء إسرائيل، وقتلت إسرائيل منذ ذلك الحين أكثر من 8000 فلسطيني في قصف عشوائي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه “انتهاك واضح للقوانين الإنسانية الدولية”، وفيما يلي ما يجب معرفته عن نشأة وتطور كتائب القسام:
ما هي حركة حماس ومتى تأسست؟
حماس هي اختصار لحركة المقاومة الإسلامية، وبرزت كقوة سياسية رائدة في غزة عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى ضد مصادرة الأراضي الإسرائيلية والمستوطنات، ولها وجود في الضفة الغربية المحتلة أيضًا.
وقد عززت شبكة أنشطة الرعاية الاجتماعية الواسعة للجماعة، بما في ذلك توزيع المواد الغذائية خلال شهر رمضان وبناء المدارس والمستشفيات، شعبيتها على مر السنين.
لقد أسس الشيخ أحمد ياسين حركة حماس باعتبارها فرعاً من جماعة الإخوان المسلمين في مصر في عام 1987، ومثله كمثل أغلبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كان ياسين لاجئاً منذ عام 1948 ـ وهو العام الذي أُعلنت فيه إسرائيل دولة، وتعرض أكثر من 750 ألف فلسطيني للتطهير العرقي على يد الميليشيات اليهودية من منازلهم في ما يعرف الآن بإسرائيل.
ودافع زعيم حماس عن الحقوق الفلسطينية في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وانتقد السلطة الفلسطينية لتخليها عن المقاومة المسلحة. وتحكم السلطة الفلسطينية الضفة الغربية المحتلة.
واندلعت انتفاضة فلسطينية جماعية في عام 2000، والمعروفة باسم الانتفاضة الثانية، بعد أن قام السياسي الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون بزيارة استفزازية إلى مجمع المسجد الأقصى – ثالث أقدس موقع في الإسلام – حيث لا يُسمح لليهود بالصلاة، ويريد المستوطنون الإسرائيليون هدم المسجد وبناء معبد يهودي.
وقمعت إسرائيل المتظاهرين، مستخدمة في كثير من الأحيان تكتيكات عسكرية مميتة، بما في ذلك اغتيال القادة الفلسطينيين، مما أدى إلى المزيد من العنف.
وفي عام 2003، دعا ياسين إلى محادثات وقف إطلاق النار بشرط انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية على حدود عام 1967 والتوقف عن اغتيال قادة المقاومة.
في 22 مارس 2004، اغتيل أحمد ياسين عن عمر يناهز 67 عامًا على يد الجيش الإسرائيلي أثناء خروجه من مسجد في مدينة غزة بعد صلاة الفجر. وتولى نائب ياسين عبد العزيز الرنتيسي قيادة حماس بعد اغتياله.
على مر السنين، اشتدت قبضة حماس على غزة بعد أن فشل اتفاق أوسلو الموقع بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993 في تحقيق التطلعات الفلسطينية في إقامة دولة ذات سيادة. واتهمت الحركة الفلسطينية إسرائيل باستخدام الاتفاق لتوسيع المستوطنات غير القانونية على الأراضي المحتلة عام 1967.
وفي عام 2006، فازت الحركة بالانتخابات البرلمانية في غزة وتولت مقاليد القطاع الفلسطيني في عام 2007، وفرضت إسرائيل حصارا على القطاع بعد استيلاء حماس على السلطة.
ما هي كتائب القسام؟
أنشأت حماس وحدتها العسكرية، كتائب القسام، في عام 1992 لدعم هدفها المتمثل في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الاسم مستوحى من المناضل السوري عز الدين القسام الذي ناضل ضد المستعمرين الأوروبيين في بلاد الشام، وبعد أن طرده المستعمرون الفرنسيون إلى فلسطين، تبنى القضية الفلسطينية ودعا إلى المقاومة المسلحة ضد اليهود والممتلكات البريطانية.
وقد قُتل على يد السلطات الاستعمارية البريطانية في عام 1935. ويُعتقد أن كفاحه المسلح ووفاته اللاحقة قد أشعل شرارة الثورة العربية في فلسطين في الفترة 1936-1939.
وقد نفذت كتائب القسام العديد من الهجمات، بما في ذلك الهجمات الانتحارية، ضد إسرائيل كجزء من كفاحها المسلح ضد إسرائيل.
ويرأس أكبر جماعة مسلحة في غزة وأكثرها تنظيماً القائد العسكري محمد ضيف ونائبه مروان عيسى، وقتلت القوات الإسرائيلية القائد المؤسس لكتائب القسام صلاح شحادة في غارة جوية عام 2002.
كم عدد عناصر كتائب القسام في حركة حماس ؟
وفقا لكتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية، فإن عدد عناصر كتائب القسام يضم ما بين 20.000 إلى 25.000 عضو، على الرغم من أن هذا العدد محل خلاف، ويُعتقد أن الجماعة المسلحة تمتلك مخزونًا كبيرًا من الأسلحة والقنابل اليدوية والصواريخ بدائية الصنع، على الرغم من أن قوتها وقدراتها العسكرية غير معروفة علنًا.
لقد أتاح انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 لحماس الفرصة لتطوير جناحها العسكري، ويقال إن الدعم المالي، الذي يُزعم أنه من إيران، مكّن الجماعة المسلحة من تطوير قدرات عسكرية متطورة.
وتعتبر حماس ترسانتها بمثابة رادع حاسم ضد العدوان الإسرائيلي، وقد رفضت تسليم أسلحتها، كما تطالب السلطة الفلسطينية.
لقد فقدت كتائب القسام آلاف المقاتلين في الهجمات الإسرائيلية، واستنزفت مواردها في العديد من الغارات الجوية الإسرائيلية والهجوم العسكري خلال العقد ونصف العقد الماضيين.
ما هي الأنشطة العسكرية لكتائب القسام؟
ويقال إن كتائب القسام تحصل على أسلحتها من خلال التهريب وتصنيع بعض الأسلحة محلياً، وبحسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2021، أطلقت كتائب القسام والجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى أكثر من 4400 صاروخ في مواجهات مع إسرائيل في عام 2021، وفي 11 يومًا من القتال، قُتل ما لا يقل عن 260 فلسطينيًا في الهجمات الإسرائيلية بينما قُتل 13 شخصًا. قتلوا في الجانب الإسرائيلي.
وتقول التقارير إن كتائب القسام لديها خبرة في الأجهزة المتفجرة المرتجلة، وقاذفات الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، وقذائف الهاون، لكنها تعتمد بشكل كبير على الإستراتيجية والتخفي، مع بنية تحتية واسعة النطاق للأنفاق تمكن مقاتليها من التحرك دون أن يتم اكتشافهم.
وقد عززت قدرتها الصاروخية وأضافت طائرات بدون طيار إلى ترسانتها مؤخرا. واستخدمت غطاء وابلًا من الصواريخ للتغلب على السياج الإسرائيلي شديد التحصين الذي يفصل بين غزة في 7 أكتوبر.
لماذا نفذت حماس هجوم طوفان الاقصى؟
قالت حماس إن هجومها في 7 أكتوبر جاء ردا على الانتهاكات الإسرائيلية لحرم المسجد الأقصى وتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وقالت إنها تمكنت من احتجاز عدد كافٍ من الأسرى للمساومة على إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية، وقال بعض المحللين إن تسريع التطبيع العربي الإسرائيلي ربما كان عاملاً آخر.
وقال ضيف، القائد العسكري لكتائب القسام: “هذا هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض”. ودعا صراحة أنصاره والدول الإسلامية إلى الانضمام إلى الكفاح المسلح.
ما هي فصائل المقاومة المسلحة الأخرى في غزة؟
وأشارت جماعات مسلحة أخرى في غزة إلى أنها تنضم إلى المقاومة الحالية ضد القوات الإسرائيلية، وأهمها سرايا القدس التي تأسست عام 1992 وهي تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وقد أعلنت، مسؤوليتها عن 23 هجومًا صاروخيًا على الأقل، وفقًا للبيانات التي جمعها مشروع التهديدات الحرجة.
وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أيضًا وجود عسكري نشط في غزة من خلال كتائب أبو علي مصطفى، وقد انضمت إلى الدعوات للمقاومة المسلحة من خلال رسائل برقية رسمية.
