في تطور دراماتيكي يزيد من تصعيد التوتر الإقليمي، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية حصولها على وثائق نووية وصاروخية “بالغة الحساسية” من داخل إسرائيل، ووصفتها بأنها “كنز دفين” يكشف خفايا برامج تل أبيب التسليحية السرية، والتورط الغربي المباشر في تطويرها.
في بيان رسمي نُشر امس الثلاثاء، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إن الوثائق المسرّبة تتضمن “معلومات ذات طابع استراتيجي وعلمي متقدم”، وتشمل تفاصيل دقيقة عن المنشآت النووية الإسرائيلية، ومسارات البحث والتطوير، وتعاون إسرائيل مع مؤسسات في الولايات المتحدة ودول أوروبية.
وأضافت الوزارة أن من بين أبرز محتويات الوثائق ملفات تتعلق بمشاريع ذات طابع مزدوج (مدني/عسكري)، وقوائم بأسماء العلماء والمهندسين والمديرين العاملين في هذه البرامج، من ضمنهم باحثون يحملون جنسيات أجنبية تم تجنيدهم لدعم المشاريع النووية الإسرائيلية.
كما بيّن البيان أن الوثائق تكشف عن حجم “التضليل الممنهج” الذي مارسته تل أبيب تجاه المؤسسات الدولية، عبر إرسال تقارير كاذبة حول البرنامج النووي الإيراني، وهو ما تبنّته بعض الجهات الأممية حرفياً في تقاريرها، وفق تعبير البيان الإيراني.
وكان وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب قد صرّح قبل أيام بأن بلاده حصلت على “كنز دفين من الوثائق” داخل إسرائيل، مؤكداً أن الكشف عنها سيمنح إيران تفوقاً استخباراتياً غير مسبوق. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن العملية تمت بسرية مطلقة، وأن نقل الوثائق إلى مواقع مؤمّنة داخل البلاد تطلب أسابيع من التعتيم الكامل.
يأتي هذا التطور في وقت بالغ الحساسية، حيث تهدد واشنطن بالتحرك عسكرياً ضد إيران في حال استمرت في تخصيب اليورانيوم دون اتفاق. في المقابل، أكدت مصادر أميركية وإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وضع خططاً طارئة لضرب المنشآت النووية الإيرانية “خلال ساعات” إذا انهارت المفاوضات غير المباشرة الجارية منذ أبريل الماضي.
تحليل:
هذا التسريب – إن تأكدت صحته – لا يعيد ترتيب أوراق الصراع النووي في الشرق الأوسط فحسب، بل يُحرج مؤسسات دولية كبرى، ويزيد من هشاشة مسارات التهدئة بين إيران والقوى الغربية، ويضع البرنامج النووي الإسرائيلي تحت مجهر غير مسبوق.