الأمة/ في الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول محاربة الانجاب والشكوي الدائمة من الظروف الاقتصادية للبلاد،وأن سببها كثرة الانجاب.. تشهد الدول المتقدمة انخفاضاً في معدلات المواليد، لكن لا يوجد شيء بهذه الطريقة المتطرفة كما حدث في كوريا الجنوبية، كما أن توقعاتها قاتمة.
أعلن الرئيس يون سيوك-يول ،اليوم الخميس ،إنه سينشئ وزارة جديدة لمعالجة انخفاض معدل المواليد للبلاد.
اعترف رئيس كوريا الجنوبية، بأن المحاولات الرامية إلى الخروج من المشكلة “لم تنجح”، وأن كوريا الجنوبية كانت “تنافسية بشكل مفرط وغير ضروري”.
وقال إن حكومته ستتعامل الآن مع انخفاض معدل المواليد باعتباره “مشكلة هيكلية”، على الرغم من أن كيفية ترجمة ذلك إلى سياسة بحاجة إلى مزيد من العمل.
وأدلى يون بهذه التصريحات خلال خطاب ألقاه للجمهور بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرئاسته.
وأوضح أنه من أجل التغلب على انخفاض معدل المواليد الذي يمكن اعتباره حالة طوارئ وطنية، سنحشد كافة إمكانيات الدولة بشكل كامل.
وأفاد بأن وزير الوزارة الجديدة التي أطلق عليها مبدئيا اسم وزارة تخطيط الاستجابة لانخفاض معدل المواليد، سيعمل كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاجتماعية وسيرسم السياسات في قطاعات التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية التي ستصبح من الأجندة الوطنية.
وطلب الرئيس التعاون النشط من الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة، في مراجعة قانون التنظيم الحكومي لتمكين إطلاق الوزارة الجديدة.
حالة طواريء وطنية
وفي غضون خمسين عاماً، سينخفض عدد الأشخاص في سن العمل إلى النصف، كما سيتقلص العدد المؤهل للمشاركة في الخدمة العسكرية الإلزامية في البلاد بنسبة 58%، وسوف يتجاوز عمر نصف السكان، 65 عاماً تقريباً.
وهذا يحمل أنباء سيئة بالنسبة لاقتصاد البلاد، وصندوق معاشات التقاعد، والأمن، حتى إن الساسة أعلنوا أنها “حالة طوارئ وطنية”.
وعلى مدار ما يقرب من 20 عاماً، أنفقت الحكومات المتعاقبة على هذه المشكلة بنحو 286 مليار دولار.
تناقص عدد المواليد في كوريا الجنوبية
ويحصل الأزواج الذين لديهم أطفال على أموال نقدية، من المخصصات الشهرية للإسكان المدعوم وسيارات الأجرة المجانية، ويتم تغطية فواتير المستشفى وحتى علاجات التلقيح الصناعي، ولكن فقط للمتزوجين.
ولم تنجح مثل هذه الحوافز المالية، وهو الأمر الذي دفع الساسة إلى طرح المزيد من الحلول “الإبداعية”، مثل توظيف مربيات من جنوب شرق آسيا ودفع أجور لهن بأقل من الحد الأدنى للأجور، وإعفاء الرجال من الخدمة في الخدمة العسكرية إذا كان لديهم ثلاثة أطفال قبل بلوغهم سن الثلاثين.
وليس غريبا، أن صناع السياسات يُتهمون بعدم الاستماع إلى الشباب – وخاصة النساء – بشأن احتياجاتهم.
ولدى كوريا الجنوبية أدنى معدل مواليد في العالم، ويستمر هذا المعدل في الانخفاض، متجاوزاً الرقم القياسي المنخفض بشكل مذهل عاماً بعد عام.
وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن ينخفض عدد سكان كوريا إلى النصف بحلول عام 2,100.
مكافأة 75 ألف دولار عن كل طفل ينجبونه
عرضت شركة التشييد الكورية الجنوبية Booyoung على الموظفين مكافأة 75 ألف دولار عن كل طفل ينجبونه، في ظل معاناة الحكومة والشركات مع الأزمة الديموغرافية في البلاد.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة لي جونغ كيون للموظفين، إنه في حالة أن ظل معدل المواليد منخفضاً ستواجه البلاد خطر الانقراض.
ورفع القادة السياسيون في كوريا الجنوبية وعودهم بتقديم المبادرات المالية للآباء المحتملين لتحفيز عملية الانجاب.
وتشهد كوريا الجنوبية تغيرات ديموغرافية قاتمة، حيث يختار العديد من الشباب تأجيل أو التخلي عن الزواج أو إنجاب الأطفال بما يتماشى مع الأعراف الاجتماعية وأنماط الحياة المتغيرة، فضلا عن مواجهة ارتفاع أسعار المنازل وسوق العمل الصعب والتباطؤ الاقتصادي.
ومن المتوقع أن تصبح كوريا الجنوبية دولة متقدمة في السن بحلول عام 2072 حيث سيرتفع متوسط العمر من 44.9 في عام 2022 إلى 63.4 في عام 2072، وسوف ينخفض عدد السكان إلى حوالي 36.22 مليونا في عام 2072 من 51 مليونا في العام الماضي.وفقا للبيانات التي جمعتها وكالة الإحصاء الكورية.