كشف موقع اكسيوس الامريكي تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر اليوم الجمعة، وكيف خططت لهذا الهجوم، ودور الولايات المتحدة الأمريكية في العملية الإسرائيلية الواسعة النطاق التي نفذتها واستهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومواقع الصواريخ والعلماء والجنرالات، بعد ثمانية أشهر من الاستعدادات السرية المكثفة.
موقع أكسيوس قال في تغطيته إن العملية أطلقت حربًا جديدة في الشرق الأوسط قد تجرّ الولايات المتحدة، وبددت أي أمل في التوصل إلى اتفاق نووي، ووجهت ما يُقال إنها أكبر ضربة للنظام الإيراني منذ ثورة 1979. وما هي إلا البداية.
وسائل الإعلام الإسرائيلية توقعت أن تستمر العملية 14 يوما.
استهدف الهجوم 25 عالماً نووياً يزعم أنهم يمتلكون الخبرة اللازمة لصنع قنبلة نووية، وتأكد مقتل اثنين منهم على الأقل حتى الآن.
بالإضافة إلى استهداف كبار قادة الجيش الإيراني. وتم تأكيد مقتل قائد الحرس الثوري ورئيس الأركان، بالإضافة إلى جنرال كبير آخر.
لم تقتصر العملية على الغارات الجوية فحسب، بل صرّح مسؤولون بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) لديه عملاء على الأرض ينفذون عمليات تخريب سرية على مواقع الصواريخ والدفاع الجوي.
من المتوقع أن تواصل إسرائيل قصف المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض في الأيام المقبلة، إلى جانب أهداف أخرى.
حتى مع سعي الرئيس ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي، كانت إسرائيل تستعد لهذه الضربة، تجمع معلومات استخباراتية، وتمركز أصول، وتجري تدريبات في نهاية المطاف.
أثارت هذه الاستعدادات قلق البعض في البيت الأبيض، الذين خشيوا من أن نتنياهو قد يتحرك حتى بدون موافقة ترامب.
أكد نتنياهو لترامب أنه لن يفعل. من جانبه، أبلغ البيت الأبيض نتنياهو أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران، فستفعل ذلك بمفردها.
صرح ترامب نفسه عدة مرات في الأيام الأخيرة، بما في ذلك قبل ساعات من الضربات، بأنه يعارض ضربة إسرائيلية قد “تنسف” المفاوضات.
لكن في الساعات التي تلت بدء الهجوم، أطلع مسؤولون إسرائيليون الصحفيين على أن كل هذا تم بالتنسيق مع واشنطن.
قال مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس أن ترامب ومساعديه كانوا يتظاهرون فقط بمعارضة هجوم إسرائيلي علنًا، ولم يُعربوا عن معارضتهم سرًا. وأضاف أحدهما: “حصلنا على موافقة أمريكية واضحة”.
وتابعا أن الهدف كان إقناع إيران بعدم وجود هجوم وشيك، وضمان عدم انتقال الإيرانيين المدرجين على قائمة أهداف إسرائيل إلى مواقع جديدة.
وذكر موقع أكسيوس أن مساعدي نتنياهو أطلعوا المراسلين الإسرائيليين على أن ترامب حاول كبح ضربة إسرائيلية في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، بينما في الواقع، تناولت المكالمة التنسيق قبل الهجوم، حسبما يقول المسؤولون الإسرائيليون الآن.
لم يؤكد الجانب الأمريكي أيًا من ذلك. في الساعات التي سبقت الضربة وتلت، نأت إدارة ترامب بنفسها عن العملية الإسرائيلية في تصريحات علنية ورسائل خاصة إلى حلفائها.
سارع وزير الخارجية ماركو روبيو إلى التصريح بأن الهجوم الإسرائيلي كان “أحادي الجانب” دون أي تدخل أمريكي.
بعد ساعات، أكد ترامب علمه بالهجوم، لكنه شدد على عدم وجود أي تدخل عسكري أمريكي. وقال إنه قبل شهرين منح إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق، واليوم هو الـ61 ولديهم فرصة ثانية.
لا يزال من غير الواضح مدى الدعم الاستخباراتي واللوجستي والدفاعي الأمريكي للعملية الإسرائيلية.