انفرادات وترجماتسلايدر

“كيف نقرأ القرآن؟ على الطريقة المحمدية”..محطة علمية رائدة لتعليم التجويد

حدث علمي بارز في مسيرة نشر العلم..

الأمة:  في عالم متسارع مليء بالتطورات التكنولوجية والتغيرات الفكرية، يبقى القرآن الكريم محورًا ثابتًا يشدّنا إلى القيم النبيلة والحقائق المطلقة. ولأن تلاوته الصحيحة هي مفتاح فهمه وتدبره،

لهذا فإن إصدار كتاب “كيف نقرأ القرآن؟ على الطريقة المحمدية” للدكتورة سلوى حمادة حدثًا بارزًا في ميدان علوم التجويد وتعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم.
هذا الكتاب لا يُعد مجرد إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية، بل هو ثمرة سنوات من البحث والتدريس، حيث وضعت فيه الدكتورة سلوى خلاصة تجربتها في تعليم القرآن، مع منهج فريد يدمج بين تعليم اللغة العربية وأصول التجويد بطريقة عملية وفعالة.
فالكتاب لم يُكتب ليكون مرجعًا نظريًا فقط، بل ليكون وسيلةً عملية لكل من يريد أن يتعلم قراءة القرآن بطريقة صحيحة وسهلة، مستلهمة من الطريقة المحمدية، أي الطريقة التي كان النبي ﷺ يقرأ بها الوحي ويتلو به كلام الله تعالى.
أهمية الكتاب وفائدته الكبرى..
إن أهمية هذا الكتاب تتجلى في كونه يقدم منهجًا جديدًا ومبتكرًا في تعليم التجويد، حيث لا يقتصر على القواعد فقط، بل يبدأ بتأسيس الطالب في اللغة العربية أولًا، ثم يُدخله إلى عالم التجويد تدريجيًا.
هذه الطريقة تتماشى مع المنهج النبوي، حيث كان الصحابة يتعلمون القراءة الصحيحة أولًا ثم يتلقون الأحكام التجويدية عمليًا مع التلاوة.
الفوائد الكبرى لهذا الكتاب تتمثل في:
1.تقديم التجويد بأسلوب تطبيقي عملي: فبدلًا من حفظ القواعد فقط، يتعلم القارئ كيف يقرأ مباشرة، مما يسهل عليه تطبيق الأحكام دون عناء.
2.ربط التجويد باللغة العربية: مما يساعد غير الناطقين بالعربية على الفهم العميق للنطق الصحيح وتحسين مخارج الحروف.
3.اتباع الطريقة المحمدية في التلاوة: حيث ينقل القارئ إلى روح التلاوة النبوية بعيدًا عن التعقيدات النظرية التي قد تصعّب الأمر على المبتدئين.
4.إعداد القارئ لقراءة القرآن بفهم وتدبر: فحينما يتقن الطالب مخارج الحروف وصفاتها، يستطيع أن ينطلق في التلاوة الصحيحة، مما يفتح له أبواب التدبر والتفاعل القلبي مع آيات الله.
5.سهولة المنهج وبساطته: حيث يستطيع المتعلم أن يبدأ رحلته في القراءة بسهولة، دون الحاجة إلى معلم دائم، مما يجعله مناسبًا للجميع، وخاصة لمن لا يتوفر لديهم معلم متخصص في التجويد.
كيف يمكن التعامل مع هذا الحدث والاستفادة منه؟
إصدار هذا الكتاب يجب أن يكون نقطة انطلاق لمبادرات أوسع لنشر ثقافة التجويد التطبيقي وتعليم القرآن بأسلوب جديد أكثر بساطة وتأثيرًا. يمكن الاستفادة منه بعدة طرق:
1.إدخاله في مناهج تعليم القرآن في المدارس والمعاهد الشرعية، خاصة أنه يقدم طريقة حديثة وسهلة في تعليم التجويد.
2.عقد دورات تدريبية بناءً على منهج الكتاب، حيث يتم تطبيق محتواه عمليًا لمساعدة المتعلمين على القراءة الصحيحة.
3.نشره في الأوساط غير العربية، حيث إنه يُعد وسيلة قوية لربط غير الناطقين بالعربية بالقرآن بطريقة مباشرة وسهلة.
4.إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية تعتمد على منهج الكتاب، بحيث يتمكن المتعلمون من ممارسة التلاوة والاستفادة من الشروحات العملية.
5.ترجمته إلى لغات أخرى ليكون أداة عالمية في تعليم القرآن بالطريقة الصحيحة.
جهود الدكتورة سلوى حمادة في نشر العلم..
إن إصدار هذا الكتاب ليس إلا حلقة من سلسلة طويلة من الجهود العلمية التي تبذلها الدكتورة سلوى حمادة في نشر المعرفة وخدمة القرآن الكريم واللغة العربية. فمنذ سنواتها الأولى في البحث الأكاديمي، لم تكن مسيرتها مجرد رحلة علمية عادية، بل كانت كفاحًا مستمرًا وجهادًا في سبيل نشر العلم الصحيح.
تتمثل جهودها في عدة محاور رئيسية:
1.إبداع مناهج تعليمية مبتكرة: فقد كان لها السبق في وضع منهجيات علمية تسهل تدريس اللغة العربية وعلوم القرآن، مثل منهجية “قصة آية” التي تقدم فهمًا أعمق للنص القرآني، ومنهجيتها في دراسة تسمية السور، وهي دراسات تفتح آفاقًا جديدة في فهم القرآن.
2.العمل في مجال الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: حيث قدمت إسهامات كبيرة في تطوير أدوات معالجة اللغة العربية، مما يسهم في تحسين التعليم الإلكتروني للقرآن.
3.التدريس والتأليف والإشراف العلمي: إذ لم تكتفِ بالتأليف فقط، بل كانت دائمًا على تواصل مع الطلاب والباحثين، تقدم لهم العون والإرشاد في مسيرتهم العلمية.
4.التفاعل المستمر مع المجتمع العلمي والتربوي: عبر كتابة المقالات، وإلقاء المحاضرات، وإدارة المنصات التعليمية، مما يجعل تأثيرها يتجاوز حدود القاعات الدراسية إلى فضاء أوسع من المعرفة.
5.الحرص على الجمع بين الأصالة والتجديد: فهي تجمع بين الدراسة العميقة للتراث الإسلامي وبين استخدام التقنيات الحديثة في خدمة علوم الدين، وهو نهج يضمن استمرارية العلم بطرق تتناسب مع تحديات العصر.
رسالة ختامية: الكتاب بداية لمرحلة جديدة في تعليم التجويد
إن “كيف نقرأ القرآن؟ على الطريقة المحمدية” ليس مجرد كتاب، بل هو مشروع تعليمي متكامل يحمل في طياته رؤية جديدة لنشر علم التجويد بطرق أكثر بساطة وقوة وتأثيرًا.
وهو يعكس مسيرة الدكتورة سلوى حمادة في خدمة العلم، حيث لم تكتفِ بالمألوف، بل سعت إلى تقديم طرق حديثة تُعيد روح التعلم والتفاعل مع القرآن الكريم.
ومن هنا، فإن الاحتفاء بهذا الإنجاز لا يجب أن يكون مجرد إشادة به، بل يجب أن يتحول إلى حركة علمية وعملية لنشره والاستفادة منه، ليكون لبنة جديدة في بناء أمة متقنة لكتاب الله، قارئة له كما أنزل، على الطريقة المحمدية التي حملت إلينا الوحي في أنقى صوره وأعذب تلاوته.
————
يذكر أن الدّكتورة سلوى حمادة الحبير بمعهدِ بحوثِ الإلكترونيات بمصر. وهي الباحثةُ الأولى التي استخدمت اللغة العربية في كتابة أبحاثِها المَنْشُورةِ في مجال الهندسة اللغوية وتقنيةِ المعلومات والتي تعدت ثمانية وأربعين بحثًا. وهي تهتم بشكل رئيسي بتحليلِ اللغةِ ،وتقييم برمجياتها، والمعجم العربي ،والترجمة الآلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights