في كتابه المؤثر “قوة الفكر”، يقدّم رائد التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي رؤية متكاملة حول قدرة العقل البشري على تشكيل الواقع من خلال الأفكار. فالكتاب ليس مجرد دليل تحفيزي، بل هو تأمل عميق في قوة العقل الباطن، وكيف تتحول الأفكار إلى مشاعر، والمشاعر إلى قرارات، والقرارات إلى مصير.
فكرة الكتاب الرئيسية:
يرتكز الكتاب على مبدأ جوهري هو أن:
“أفكارك تصنع حياتك، فكما تفكر تكون”
الفقي يشرح أن كل فكرة تمر بعقلك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لها أثر مباشر على كيمياء جسدك، على سلوكك، على مزاجك، بل وعلى الواقع الذي تعيشه.
أبرز المحاور:
العقل الواعي واللاواعي:
يميز الفقي بين العقلين، ويؤكد أن العقل اللاواعي (الباطن) هو من يتحكم بـ 95٪ من حياتنا، وأنه يخزّن القناعات والتجارب والمعتقدات التي تتحول إلى أفعال تلقائية.
قانون التركيز:
حيث يؤكد أن ما تركز عليه يزداد في حياتك. فإذا ركّزت على الفقر، فإنك تجذب المزيد منه، وإذا ركّزت على النجاح، فإنك تحفّز نفسك نحوه.
قوة التكرار والإيحاء:
يشرح الفقي كيف يمكن لتكرار العبارات الإيجابية أن يعيد برمجة العقل الباطن، ويوجه الفرد لتجاوز الإحباط والعقبات.
تحكمك في مشاعرك:
ويؤكد أن الإنسان وحده هو الذي يقرر كيف يشعر، وأن الظروف الخارجية لا تملك التحكم فيه ما لم يسمح هو بذلك.
اقتباسات من الكتاب:
“أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك”.
“عندما تغير طريقة تفكيرك، ستتغير حياتك تلقائيًا”.
“كن حريصًا على ما تفكر فيه، فإن أفكارك تُشكّل مستقبلك”.
أهمية الكتاب:
“قوة الفكر” ليس كتابًا للنخبة، بل هو دعوة صريحة لكل إنسان، في أي مرحلة من حياته، أن يبدأ بإعادة صياغة أفكاره وقناعاته، لأنها الطريق الأول نحو التغيير. وهو أحد الكتب التي أسهمت في نشر مفهوم التنمية الذاتية في العالم العربي، إلى جانب مؤلفات أخرى للفقي مثل: “قوة التحكم في الذات”، و”الطريق إلى النجاح”.
عن المؤلف:
الدكتور إبراهيم الفقي (1950–2012) هو أحد أبرز روّاد التنمية البشرية في العالم العربي والعالم، وقد أسس علم ديناميكية التكيف العصبي، وله أكثر من 30 كتابًا تُرجمت إلى لغات متعددة. جمع بين العلم الأكاديمي والخبرة العملية، وترك إرثًا ملهمًا في مجالات التفكير، والتحفيز، والقيادة الذاتية.
“قوة الفكر” هو بمثابة تذكرة مستمرة بأننا لسنا ضحايا للظروف، بل صانعو واقعنا. وكل تغيير خارجي يبدأ من الداخل، من الفكرة.