في تصعيد غير مسبوق للصراع الإقليمي، أعلن الحرس الثوري الإيراني، الأحد، أنه استخدم صاروخ “خيبر شكن” لأول مرة في قصف مباشر على أهداف داخل إسرائيل، ردًا على ما وصفه بـ”العدوان الأمريكي” على المنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم ذاته.
يأتي هذا الهجوم في وقت بالغ الحساسية، بعد ساعات فقط من قصف أمريكي استهدف مواقع نووية داخل إيران، ما اعتبرته طهران تجاوزًا للخطوط الحمراء، وردت عليه بضربة وُصفت بـ”النوعية” في عمق الأراضي الإسرائيلية.
سلاح جديد يدخل المعركة
وكشفت إيران أن الصاروخ المستخدم في الهجوم هو “خيبر شكن” بعيد المدى، الذي جرى الكشف عنه لأول مرة عام 2022 بواسطة اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية آنذاك، والذي كان قد قُتل في ضربة إسرائيلية مؤخرًا. ويبلغ مدى الصاروخ 1450 كيلومترًا، ويُعد من أخطر الأسلحة الباليستية في الترسانة الإيرانية.
دمار واسع وإصابات في تل أبيب
وفي إسرائيل، أكدت هيئة خدمات الطوارئ “نجمة داوود الحمراء” أن الهجوم الإيراني خلف “دمارًا واسع النطاق” في أحد أحياء تل أبيب، موضحة في بيان رسمي أن عدة مبانٍ سكنية من طابقين تعرضت لأضرار جسيمة، وبعضها انهار بالكامل، في حين أُصيب ما لا يقل عن 11 شخصًا بجروح متفاوتة.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة من موقع القصف مباني مدمرة وأطقم إنقاذ تعمل بين الأنقاض، وسط انتشار مكثف لفرق الطوارئ والشرطة الإسرائيلية، التي فرضت طوقًا أمنيًا على المنطقة.
خلفية التوتر
تعود خلفية التصعيد الحالي إلى الهجمات الجوية المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال الأسابيع الماضية، والتي تصاعدت حدتها بعد إعلان طهران عن مقتل عدد من قادتها العسكريين، بينهم اللواء محمد باقري، فيما اعتبرته ضربة موجعة للمؤسسة العسكرية الإيرانية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران رسميًا سلاحًا إستراتيجيًا بعيد المدى من نوع “خيبر شكن” في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ما يُنذر بانزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية مفتوحة بين طهران وتل أبيب، قد تتورط فيها قوى دولية فاعلة.
مخاوف من تصعيد أوسع
وفي ظل هذا التصعيد النوعي، تتزايد المخاوف من توسع رقعة المواجهة لتشمل جبهات أخرى في المنطقة، خصوصًا مع تنامي مؤشرات التدخل الأمريكي المباشر، واستنفار أنظمة الدفاع الجوي في كل من الخليج وشرق المتوسط، وسط قلق عالمي متصاعد من انفجار الأوضاع بشكل شامل.