تقاريرسلايدر

لاءات الرياض تدخل العلاقات المصرية السعودية النفق المظلم .. تعرف علي التفاصيل

انتهي عصر دفتر الشيكات النفطية .. لا تدخل سياسي سعودي في الأزمة الاقتصادية المصرية مهما بلغ حد الأزمة.. الرياض لن تتدخل لإصلاح أخطاء ألقاهرة .. هذه الرسائل الثلاث الموجهة بشكل غير مباشر من الرياض للقاهرة  تعكس الي أي مدي بلغ حجم التدهور في العلاقات المصرية السعودية والتي لم يكن اكثر المتشائمين يتوقع وصولها لهذا المستوي المتردي مهما بلغت حدة المشكلات.

ورغم أن هذه الرسائل السعودية غير المباشرة التي وصلت القاهرة حاليا تأتي كحلقة في مسلسل توتر العلاقات بين البلدين التي بدأت منذ عدة أشهر عبر رفض مصر نشر قوات لحماية امن السعودية ودول الخليج حال اندلاع صراع أمريكا  صهيوني مع إيران ومرورا بالخلافات حول منتدي دول البحر الأحمر وكذلك حول غاز البحر الأحمر- الا أن أحدا لم يتوقع تجاوز علاقات البلدين الخطوط الحمراء التي حكمت الوضع بينهما  طوال العبود الماضية.

رسائل خشنة

الخلافات امتدت بين القاهرة والرياض لانحياز القاهرة أبوظبي في الصراع المشتعل بين العاصمتين الخليجيين حول زعامة المنطقة والتي ظهرت في تهديدات  ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بفرض حصار علي الإمارات علي غرار ما جري مع قطر انطلاقا من شعور  متعمق بالغدر من ممارسات محمد بن زايد في ملفات عديدة وهو صراع انحازت فيه القاهرة أبوظبي حتي الآن علي الأقل  بشكل اغضب الرياض بشدة.

 انحياز القاهرة الإمارات جاء علي وقع استيائها من رسائل سعودية خشنة وصلتها منذ عدة أشهر تحدثت عن ربط المساعدات بإقرار إصلاحات اقتصادية وان زمن الشيكات المفتوحة قد انتهي  كذلك رفض الرياض الانخراط بقوة في دعم مصر في مفاوضات صندوق النقد الدولي أو حتي شراء الأصول المصرية بشكل ينقذ الاقتصاد المصري من عثرته و يدعم الاحتياطي النقدي المصري من العملة الامريكية الخضراء.

العلاقات المصرية السعودية

الخلافات المصرية السعودية وصلت لمستويات غير مسبوقة لدرجة أن الرياض لم تعد مهتمة بالتنسيق مع القاهرة في ملفات شديدة الأهمية خصوصا ملف تطبيع العلاقات  مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية او استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بوساطة صينية وهي تطورات جرت بشكل متسارع بدون أدني نوع من التنسيق مع القاهرة.

بل أن الرياض لم تعد مهتمة بدعوة القاهرة لاجتماعات دبلوماسية وأمنية رفيعة استضافتها العاصمة السعودية في تدليل لافت علي استياء الرياض الشديد من مسلك السيسي والقاهرة في ملفات عديدة وتراجع الوزن النسبي للنظام المصري في ميزان ولي العهد السعودي الذي اشتكي في عديد من المرات من مراهنة السيسي علي الإمارات والكيان الصهيوني للخروج من الأزمات العديدة التي تلاحقه بدون العودة إليه.

التدخل في الانتخابات الرئاسية المصرية

واذا كان التوتر المصري السعودي  قد يحظي بنوع من التحفظ  من جانب القاهرة في عديدة من الملفات فإنه قد لا يكون مقبولا في الملفين الاقتصادي حيث ترفض القاهرة تراجع الدعم المالي السعودي الذي اقترب من ٥٠مليار دولار منذ سقوط نظام الرئيس المصري الراحل محمد مرسي ورفض الرياض التجاوب مع مطالب القاهرة بشراء الأصول وضح مليارات دولارات كودائع في البنك المركزي المصري فإن الأمر لا يبدو مقبولا من جهة تدخل الرياض باي شكل من الأشكال في المشهد السياسي والسعي لتحديد هوية من يحكم مصر  بشكل صاعد من غضب القاهرة بشكل غير مسبوق.

لكن ما لا يمكن ان تقبله السلطات المصرية علي الإطلاق هو تدخل سعودي خشن فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية في مصر المقرر عقدها في النصف الأول من العام القادم حيث تتردد أنباء عن وجود اتصالات من الرياض حتي لو كان بشكل مباشر مع عدد من السياسيين من بينهم جمال مبارك وعدد من أصحاب الخلفية العسكرية لإقناعهم بخوض المعركة أمام السيسي مقابل وعود بدعم سخي  بعد أن أبدي الأخير تحفظه الشديد علي المطالب السعودية لتطبيع العلاقات مع القاهرة.

السعودية وايران

وتتضمن هذه المطالب إبعاد المؤسسة العسكرية عن الاقتصاد وتعويم الجنيه وتغيير الفريق الاقتصادي الذي يدير المشهد في مصر ناهيك عن حسم خيارات النظام في مصر والكف عن الانحياز للإمارات في الصراع القائم والمشتعل حاليا بين بن سلمان وبن زايد علي زعامة المنطقة وهي المطالب التي رفض السيسي الانصياع لها بل وعمل علي توثيق الصلات مع بن زايد والتي اخرها قرض بـ 500مليون دولار لتمويل شراء صفقات قمح من شركات إماراتية.

الرهان علي ورقة بن زايد

والواضح أن السيسي يريد مواجهة بن سلمان عبر الرهان علي ورقة بن زايد وهو أسلوب لن يجدي ولن يقنع ولي العهد السعودي بالتراجع عن الشروط التي وضعها لاستئناف الدعم لنظام السيسي وإنقاذه من الوضع الصعب حيث يبدو بحسب مصادر دبلوماسية إن إعادة العلاقات بين السيسي وبن سلمان صار أمرا شديد الصعوبة ولن يكون قريبا بل أن المعركة قد تأخذ شكلا خشنا بشكل يتلاءم مع التسريبات التي تتحدث عن تدخل سعودي لتحديد  مستقبل المشهد السياسي في مصر انطلاقا من قناعة بأن هوية  القيادة السياسية  لمصر خلال السنوات القادمة سيحددها الصراع المشتعل بين بن سلمان وبن زايد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى