لاعب كرة القدم مسعود أوزيل يدفع ثمن تضامنه مع مسلمي الإيغور

الأمة : لاعب كرة القدم التركي الشهير مسعود أوزيل الذي لعب في أشهر الأندية العالمية والذي واجه العديد من الصعوبات والعزلة بسبب دفاعه عن المسلمين الإيغور ضد الصين، لكنه لم يتراجع عن موقفه ولو لحظة،
وقد شارك في برنامج على قناة “واو” التركية في 16 فبراير للإجابة على أسئلة الشباب، حيث طرح عليه المشاركون العديد من الأسئلة حول مسيرته الكروية وإنجازاته.
وخلال البرنامج، تم التطرق إلى قضية الإيغور عدة مرات، وكان جوابه على سؤال فتاة تدعى توبا أثار إعجاب الجميع ومشاعرهم. حيث سألته: “قدمت العديد من التضحيات في حياتك الكروية، ما هي أكبر تضحية قدمتها؟ وهل تعتقد أنها كانت تستحق؟”.
أجاب قائلاً: “بدأت التضحية عندما رفعت صوتي، ووقفت ضد الصين دفاعاً عن المسلمين الإيغور، ونتيجة لذلك تم حظري في الصين، وتم محو اسمي، ولا يمكنني الذهاب إلى الصين.
هكذا بدأ الأمر. ونظراً لكوني شخصية قوية ومعروفة على وسائل التواصل الاجتماعي، شاركت منشور لي عن الإيغور. علي مواقع التواصل ولم أشارك هذه التصريحات عشوائياً، بل تحققت مما سمعته عن الممارسات الصينية الظالمة ضد الإيغور بنفسي ومع فريقي، وبعد أن تأكدت من الحقيقة اتخذت هذه الخطوة.
وبعد مشاركة تلك التصريحات، بدأت المشاكل تظهر، مثل الاستبعاد من الفريق والتدريب المنفرد. بالطبع، حاول مدربي استخدام كلمات لطيفة لتخفيف الأمر، لكنني كنت أعرف ما يجري في الخفاء. تعرضت لمثل هذه الأمور، لكن كما قلت، المهم أن لدي موقفاً ثابتاً،
ولم أفعل هذا لكي يقول الناس ‘ما شاء الله، انظروا كيف دافع عن الإيغور’، بل فعلته من أجل ضميري. لقد فعلت ذلك، ولو عاد بي الزمن لفعلته مرة أخرى، بل كنت سأفعل أكثر من ذلك.” وقد قوبلت كلماته بتصفيق حار من الشباب الحاضرين.
وقد أثارت كلماته الشجاعة، التي تليق بشاب تركي مسلم، والتي قالها دون أي ندم حتى بعد سنوات من نشر تلك التصريحات التي كلفته مشاكل كثيرة وخسائر اقتصادية بملايين الدولارات وأدت إلى نهاية مسيرته الكروية، مشاعر وإعجاب الإيغور في المهجر، وتم تداول تصريحاته بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
كان مسعود أوزيل قد شارك في 13 ديسمبر 2019 بالمنشور التالي على حساباته في إنستغرام الذي يتابعه أكثر من 21 مليون شخص، وتويتر الذي يتابعه أكثر من 24 مليون شخص، وفيسبوك الذي يتابعه أكثر من 30 مليون شخص، والذي أحدث ضجة في وسائل الإعلام العالمية في وقت قصير:
“يا تركستان الشرقية…
يا جرح الأمة النازف…
يا مجتمع المجاهدين والمجاهدات الصامدين أمام الظلم…
يا أيها المؤمنون المجيدون الذين يناضلون وحدهم ضد من يحاولون إبعادهم عن الإسلام قسراً…
المصاحف تُحرق…
المساجد تُغلق…
المدارس تُحظر…
علماء الدين يُقتلون واحداً تلو الآخر…
الرجال يُسجنون في معسكرات إجبارية…
ويُستبدل بهم رجال صينيون في عائلاتهم…
أخواتنا يُجبرن على الزواج من صينيين…
كل هذا يحدث…
وأمة محمد صلى الله عليه وسلم صامتة…
لا تُسمع أصواتهم…
المسلمون لا يتحركون…
أَلا يعلمون أن الرضا بالظلم ظلم…
ما أجمل ما قاله سيدنا علي رضي الله عنه:
إن لم تستطيعوا منع الظلم، فأسمعوه لكل شخص!
رغم أن هذه الأحداث على جدول أعمال وسائل الإعلام والدول الغربية منذ أشهر وأسابيع، فأين الدول والإعلام الإسلامي؟…
ألا يعلمون أن الحياد في وجه الظلم عار؟
ألا يعلمون أنه بعد سنوات، لن يتذكر إخواننا هناك عذابات الظالمين، بل سيتذكرون صمت إخوانهم المسلمين..
يا رب، انصر إخواننا في تركستان الشرقية…
والله خير الماكرين.
جمعة مباركة، يا تركستان الشرقية!”
هذا المنشور، الذي تم نشره وتداوله من قبل قنوات إخبارية مرموقة خلال ساعات قليلة من نشره، أدى إلى تسليط الضوء على قضية اقليم تركستان الشرقية ذي الافلبية المسلمة والذي تحتله الصين منذ عام 1949 على المستوى العالمي وحتى في العالم الإسلامي.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو آنذاك في تغريدة على حسابه في تويتر أنه يتضامن مع موقف لاعب كرة القدم التركي مسعود أوزيل، لاعب نادي آرسنال، تجاه الصين قائلا:
“قد تقوم المؤسسات الدعائية للحزب الشيوعي الصيني بفرض الرقابة على مسعود أوزيل وآرسنال طوال الموسم، لكن الحقيقة ستنتصر. لا يمكن للحزب الشيوعي الصيني إخفاء انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان ضد الإيغور والأقليات الدينية الأخرى.”