الأمة الثقافية
“لا تَبْهَتِ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ”.. شعر: محمود سامي البارودي
لا تَبْهَتِ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ
فَقَدْ كَفَى أَنَّكَ مِنْ حِزْبِهِ
فَاخْسَأْ فَمَا الْخِنْزِيرُ فِي نَوْعِهِ
أَخَسَّ طَبْعاً مِنْكَ فِي كَسْبِهِ
لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي الدَّهْرِ مُسْتَوْزَراً
مَا سَارَعَ النَّاسُ إِلى سَبِّهِ
ذَاكَ الَّذِي لَوْلا خُمُولُ الْوَرَى
مَا نامَ مِنْ أَمْنٍ عَلَى جَنْبِهِ
يَفْعَلُ بِالنَّاسِ أَفَاعِيلَهُ
وَلا يَخَافُ الله مِنْ ذَنْبِهِ
فَالْخَيْرُ وَالنِّعْمَةُ فِي بُعْدِهِ
والشَرُّ وَالنِقْمَةُ فِي قُرْبِهِ
أَشَدُّ خَلْقِ اللهِ كِبْراً فَإِنْ
فَاجَأْتَهُ كَرَّ عَلَى عَقْبِهِ
هَجَوْتُهُ لا بَالِغَاً لُؤْمَهُ
لَكِنَّنِي كَفْكَفْتُ مِنْ غَرْبِهِ
فَإِنْ أَكُنْ قَدْ نِلْتُ مِنْ عِرْضِهِ
فَإِنَّنِي دَنَّسْتُ شِعْرِي بِهِ
فَلا يَلُومَنَّ سِوَى نَفْسِهِ
مَنْ سَلَّطَ النَّاسَ عَلَى ثَلْبِهِ