الأثنين أكتوبر 28, 2024
د. غازي القصيبي الأمة الثقافية

“لا تُهيّء كفني.. ما متُّ بعـدُ”.. شعر: د. غازي القصيبي

مشاركة:

لا تُهيّء كفني.. ما متُّ بعـدُ!/

لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ/

أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـهُ

أنا خيلُ اللهِ نحو النصرِ تعـدو/

أنـا تاريخـي.. ألا تعـرفهُ؟

خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ/

أنـا صحرائي التي ما هُـزِمتْ

كلّمـا استشـهدَ بنـدٌ ثار بنـدُ/

قسـمًا ما قفـزَ الخـوفُ إلى

قبضة الفارسِ.. ما اهتزَّ الفرندُ/

ما دعانـا الفتحُ إلا شمخـتْ

هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ/

* * *

لا تهيِّئ كفني.. ما زال لـي

في صمودِ القِمم الشمّاءِ وعـدُ/

لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي

لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ/

لا يغـرَّنـّك نصـلٌ موغلٌ

في عروقـي.. فأنـا منه أَحَدُّ/

لا يغـرَّنّـك عبـدٌ مرجفٌ

بانتهائي.. لا يُخيفُ الحُرَّ عبـدُ/

لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي

لـي مع الثـأرِ مواثيقٌ وعَهـدُ/

أومأتْ لي عـزّةٌ مجروحةٌ

ودعتني من خيام الأسـرِ هِنـدُ/

وبـدا لـي مسجـدٌ مكتئبٌ

دنَّستـهُ بوحـولِ البَغي رُبْـدُ/

ذكرَ الإسـراءَ فاهتـزَّ أسى

ولإسرائيـلَ في المحرابِ جندُ/

أيها المسجدُ يا مسرى الهُدى

إنّ وعـدَ اللهِ حـقٌّ لا يُصَـدُّ/

الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا

وغداً يمضي الصليبُ المستجدُّ/

* * *

قلْ لمن طار به الوهمُ اتئدْ!

ليس للظاميء في الأوهامِ وردُ/

أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـلٍ

يدهُ بالخنجـر الدامـي تُمـدُّ/

أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـلٍ

ضـجَّ في أعماقه الحقدُ الألدُّ/

ديـر ياسيـن على راحتـهِ

لعنـةٌ تتبعـهُ أيّـانَ يغـدو/

سترى إذ تنجلي عنك الرؤى

إنّـه للحـربِ لا السّلمِ يُعِدُّ/

إنَّ ما ضُـيّعَ في ساحِ الوغى

في سوى ساحتِها لا يُستـرَدُّ/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *