الأمة الثقافية
“لا عُـذر للخذلان”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى
عِـللٌ تميدُ بنا، وكم نتوجّعُ
وجِرَاحُها أنَّتْ وغابَ المِبضَعُ
لما رأيتُ مع النوائبِ”غـزّةً”
صاح النشيجُ وما تجفُّ الأدمعُ
أنا ما بكيتُ الذاهبينَ لربِّهمْ
إذ عندَهُ لهمُ المقامُ الأرفعُ
أشكو أسايَ ولوعةً مكتومةً
والقلبُ في أحزانهِ متمَوضِعُ
تقتاتني الآلامُ غيرَ رحيمةٍ
ورَحَى شعورٍ لا يزال يُرَوِّعُ
صانت نواجذَها العفيَّةَ غزةٌ
عضَّتْ على الإيمانِ لا تتضعضعُ
وأنا هنا المسكينُ في طيِّ الأسى
وبجُبِّ خُذلاني أنا المُتقوقعُ
أبكي الذي كم راحَ يَنزفُ جُرحُهُ
وكأنني أنا لا أرى أوْ أسمعُ
مَن لم يَمُتْ توًّا برمْيةِ قاتلٍ
ذاقَ المنيَّةَ حين راحَ يُجَوَّعُ
لا عُذرَ للخذلانِ مِن أهْلٍ إذا
للغوثِ لا لمْ يهرعوا أو يسرعوا