تموتُ بأرضِ أمتنا الخيولُ
مُسَرجَّةً ، وفارسُها كسولُ
محجَّلةٌ .. لها إرثٌ قديمٌ
من الحُسنِ الذي منه الذهولُ
وغُرَّتُها التى سلبتْ عقولًا
من الإعجابِ كم هذتِ العقولُ
وليس صهيلها إلا غناءًا
تحنُّ إليه في الحربِ الطبولُ
ملاحمها قديمًا قد تلاشتْ
لها ذكرى .. وأوهنها الأفولُ
مُزيَّنةٌ .. لها شَعْرٌ تدلَّى
فما ظنَّي بها يومًا تصولُ
وإن جالتْ ففي ميدانِ لهْوٍ
وفي غير الملاهي لا تجولُ
أما سمنتْ فما كرَّتْ زمانًا
ولا فرَّتْ وحاصَرَها الذبولُ
وآواها المبيتُ بجوفِ ليلٍ
فنامتْ لا يفارقُها الخمولُ
مُنعَّمَةٌ حوافرُها خُطاها
تطيبُ لها المراعي والسهولُ
ولمْ تصعدْ لرابيةٍ .. ولكنْ
تَرِقُّ لسيرِها الأرضُ الذلولُ
وكم تاقتْ إلى مَجدٍ بدنيا
ولكنْ غابَ فارسُها الأصيلُ
صفيُّ اللهو في ليلٍ طويلٍ
سقيمٌ هَمُّهُ النومُ الثقيلُ
وكم مَرَّ النهارُ .. به زمانًا
وفي أحضانه دهرًا يَقيلُ
وكم ذا أخطأتْ عُمرًا خُطاهُ
فصارتْ نحو غانيةٍ تميلُ
فما رامَ المكارمَ غيرَ شيئٍ
به يومَ المَكارِهِ لا يقولُ
وما حُلْمُ الفتى إلا نعيمٌ
وغايةُ عِشْقِهِ ألا يزولُ
فإن يكُ راغبًا فالعيشُ فيهِ
طويلًا لا يُحالُ ولا يحولُ
فلا نامتْ عيونٌ في سلامٍ
إذا ماتت فوارسُ والخيولُ