“لعنةُ اللهِ عليهم أجمعين”.. شعر: محمد التميمي
لـــعــنــةُ اللهِ عــلــيـهـم ســفــهــاءْ … لــعــنــةُ اللهِ عــلــيـهـم أشــقــيــاءْ
لــعــنـةُ اللهِ عــلـيـهـم لــــم تــــزلْ … مــــن كِــــرامٍ عُــذِّبُـوا والـشُّـهـداءْ
لــعــنــةُ اللهِ عــلــيـهـم جــمــرُهــا … فـــي حـنـايـاهم ولـعـناتُ الـسـماءْ
ثــــم لــعـنـاتُ الـيـتـامى إذ بــكـوا … وشــيــوخٍ قــــد تــــأّذوا ونــســاءْ
كـــفـــروا باللهِ ثـــــمَّ اســتـعـذبـوا … إذْ تــمــادوا هَــــدْمَ دورِ الأبــريــاءْ
هــو حـقـدٌ قــد جــرى فــي دمـهم … وهـــي الـخـسَّـةُ شـــأنُ الـتُّـعـساءْ
مـــزَّقــوا شـــمــلَ بـــــلادٍ آمــنــتْ … بـالـمـثـاني وغـــدًا يـــومُ الــجـزاءْ
مــاوهــنَّــا أو هُــزِمْــنــا أو لـــــوى … ســاعــدَ الأبــــرارِ طـغـيـانٌ هُـــراءْ
لـــــو تـــــرى بــاطـلُـهـم مـنـتـفـشًا … أو تـرى الـفُسَّاقَ فـي حضنِ الغناءْ
فــتــلـفَّـتْ لــــــن تـــــرى إلا الأذى … عـادَ يـرمي مَـن تـمادوا في العراءْ
ولـــنـــا فـــــي كـــــلِّ آنٍ ســـــورةٌ … حـيـنَ تُـتْـلَى تـمـلأُ الـنـجوى هـناءْ
بـالـحبيب الـمـصطفى مَــن جـاءَنا … بـالـبـشـاراتِ اصــطـفـاءً ورجــــاءْ
وهـــــم الأوغــــادُ لــمَّــا يــؤمـنـوا … بـمـزايـا الـخَـلـقِ أو نــهـجِ الـحـياءْ
فـاسـتـباحوا شـعـبَـنا فـــي ضـعَـةٍ … فـالـسَّجايا كـلُّـها مـنـهم بــراءْ (1)
لــعــنــةُ اللهِ عــلــيـهـم لـــــو دروا … أنَّ لـلـظـلمِ وقـــد جـــاروا انـكـفاءْ
هـــم شــقـيٌّ مـجـرمٌ لــم يـحـترمْ … وحــقـيـرٌ أتــخــمَ الـنـفـسَ عَـــدَاءْ
وخــــــــؤونٌ ســــافـــلٌ أنــــكـــرَهُ … أهـلُـه إنْ كــانَ مــن أهــلِ الـوفـاءْ
وعــمــيــلٌ أُرخِـــصَــتْ أوطـــانُــه … حـيثُ بـاعَ الـقدسَ قـدسَ الأنبياءْ
مــالــهـم أصـــــلٌ ولا فـــصــلٌ ولا … تـعـرفُ الأيــامُ لـلأشـقى رُواءْ (2)
قـــــد تـــولاَّهــم زنـــيــمٌ حـــاقــدٌ … مـن بـني الـماسونِ مـذمومُ الـولاءْ
وَرَعــــتْــــهـــمْ دولٌ مــــلــــحـــدةٌ … شـأنـها فــي الأرضِ شـأنُ الـبعداءْ
أمـــــمٌ إرهــابُــهـا لـــــم يُـــزدَجَــرْ … فـشـعوبُ الأرضِ مـنها فـي جـفاءْ
مــــن مــجـوسٍ كــذئـابٍ أُفـلـتُـوا … وصـلـيـبـيين أصــحــاب الــدَّهــاءْ
ويــهــودٍ ومــــن الـهـنـدوسِ مَـــنْ … حـاربـوا الإســلامَ ظـلـما واعـتداءْ
والأعــاريــب الــذيـن اسـتـسـلموا … لــعــدوٍّغـاشـمٍ أجـــــرى الـــدِّمــاءْ
كـلُّـهـم قـــد شـاركـوا فــي مـحـنةٍ … فـي بـلادِ الـشَّامِ قـد أضـحتْ بلاءْ
والــمــلايـيـنُ … وهــــــم أمَّــتُــنــا … لـــم يُــرَوا فــي أرضِـهـم إلا غُـثـاءْ
فـمـتـى يـصـحـون مـــن رقـدتـهم … ومــتــى يــأتـي زمـــانُ الأوفــيـاءْ
قـــــد دعــاهُــم ربُّــهــم يـالـيـتـهم … يـعـلمون الـيـومَ مــا يَـعني الـنِّداءْ
لـيـتـهم يُـصـغـون إذْ تُـتْـلَـى عـلـى … سـمـعِـهـم آيــاتُــه فـيـهـا انــجـلاءْ
وأحــــاديــــثُ نَــــبِـــيٍّ حـــثَّــهــم … أنْ يــروا فــي الـدِّيـنِ عــزًا وإبــاءْ
وجــهــادًا لــقَّــنَ الــعــادي الــــذي … مـــزَّقَ الـشَّـملَ بـخـبثٍ وافـتـراءْ :
أنَّ هــذا الـدِّيـنَ لــن يُـطـوَى ولــن … يــرثَ الأرضَ ســوى أهــلِ الـبـراءْ
مــــن شــبــابٍ عـشـقـتْـهُم جــنَّــةٌ … فــلــهـم فــيــهـا خـــلــودٌ وثـــنــاءْ
ورجـــــالٍ لــــم يـبـيـعـوا ديــنَـهـم … لـــطـــغــاةٍ وجُــــنــــاةٍ عــــمــــلاءْ
ونــــســـاءٍ أُمُّـــهـــنَّ اســتــأمـنَـتْ … فــلــدى الــمـولـى أمـــانٌ ورجـــاءْ
تِـــلْــكُــمُ عـــائــشــةٌ مـــابــرحــتْ … تُـلـبسُ الـنـسوةَ مــن أسـمـى رداءْ
فَـتَـثَـبَّـتْـنَ عـــلــى هَـــــديٍ أتــــى … مــن حـبـيبِ اللهِ خـيـرِ الأصـفـياءْ
هُــــنَّ قــارعْـنَ طـواغـيـتَ الــعِـدا … ورأيْـــنَ الـصَّـبـرَ عــنـوانَ الـتـجاءْ
لإلــــــه الـــعـــرشِ لا يــنــسـى ولا … يــتــرك الــظـالـمَ يـعـثـو بـالـدمـاءْ
فــي بــلادٍ جـاهدَتْ حـتى ارتـوتْ … من دمِ الشَّعبِ مغانيهاالوضاءْ (4)
إنـــهــا الـــشــامُ الـــتــي أكــرمـهـا … ربُّــهــا الأعــلــى بـمـيـثاقِ الــعَـلاءْ
تــقـصـمُ الـظـالـمَ مـهـمـا عــربـدتْ … كـفَّـتاهُ الـيـومَ فــي الأرضِ الـنَّـقاءْ
يـــمــهــلُ اللهُ ولــــكـــنْ أخــــــذُه … لـشـديـدٌ لــيـس يُـبـقـي الـسُّـفـهاءْ
وإلــــى اللهِ أَوَيْــنَــا لــيــس مَــــن … يــدفــعُ الــظـلـمَ سِـــواهُ والــبـلاءْ
فــانْــصُـرِ الـــركــبَ إلـــهــي إنَّــــه … لـــم يـــزلْ يـحـملُ لـلـفتحِ الـلـواءْ
وأجــــبْ يـــاربِّ مَـــن يــدعـو إذا … أظـلمَ الـليلُ وأعيا النفسَ داءْ (5)
صـــعــبَ الأمـــــرُ عــلـيـنـا إنَّـــمــا … لـم نـزلْ يـاربِّ لـليسرى فـداءْ (6)
فـتـقـبَّلْ ســعـيَ قــومـي وأجـــبْ … دعــوةَ الـمـظلومِ وَاكْــفِ الأوفـياءْ
وأقــــــــلْ يـــاربَّـــنَــا عــثــرَتَــهُــمْ … وأَجِـرْهُـم مـن نـهاياتِ الـعَفاءْ (7)
إنَّـــــه الـــديَّــانُ يــفـنـي قــرنَـهـم … كــــقُـــرونٍ فـــانــيــاتٍ بــقــضــاءْ
وتُـــوفَّــى كـــــلُّ نــفــسِ كــفــرَتْ … فـي جـحيمٍ لـيس عـنهُ مـن وِقـاءْ
أيــظــنُّ الـمـجـرمـون اسـتـنـسروا … أنـهـم نـاجون فـي يـوم الـجزاءْ ؟!
لا وربِّـــــي مــالـهـم مــــن مــلـجـأٍ … مــن لـظـى يـومـئذٍ أو مــن خـفـاءْ
إنَّــــه يــــومُ الـحـسـابِ ارتــعـدَتْ … فــيــه لــلأشــرارِ كــــفُّ الـكـبـرياءْ
لـــعــنــةُ الله عــلــيــهـم دائــــمـــا … إن أتــوا حـربًا عـلى هَـدْيِ الـنَّجاءْ
أو تــمـادوا بــعـدُ فـــي طـغـيـانِهم … لـيـس لـلـطغيانِ فــي الـدنيا بـقاءْ
فــلــديــنــا بُـــشْــريــاتٌ جــــمَّـــةٌ … مـــن لَــدُنْ ربِّــي لـركـبِ الـحـنفاءْ
خــسـئَ الـطـاغـوتُ لا بُـشـرى لــه … ولـــــه الــعـقـبـى هــــلاكٌ وازدراءْ
ســتُـوارى مـــن وجـــوهٍ أظـلـمـتْ … فـي لـحودٍ لـيس فـيها مـن فـضاءِ
كــبَّــلَـتْـهـا عــــربـــداتٌ ظــمــئــتْ … لــقــلـوبٍ عَـــبَــدَتْ ربَّ الــسَّــمـاءْ
وأقــامــتْ حـصـنَـهـا مــــن ثــقــةٍ … بـــإلــهــي وبــــعـــزمٍ و مَــــضـــاءْ
تـصـفـعُ الأحــقـادَ فـــي أحـنـائـهم … وتـــردُّ الــصَّـاعَ بـالـصَّـاعين ســاءْ
فـــالإســـاءاتُ تـــوالـــتْ مــنــهُـمُ … والـجـنـايـاتُ ومــــا هـــانَ الإبـــاءْ
فــلــهـا إن شـــــاءَ ربِّـــــي أجـــــلٌ … وسَـتُـطْـوَى فــي ديـاجـير الـعـفاءْ
دورةُ الأيـــــــامِ مـــــــن سُـــنَّــتِــه … جَـــلَّ ربِّـــي مـالـهـم فـيـهـا عــزاءْ
والــحــكــايـاتُ الـــتـــي نــمَّــقَـهـا … كَــذِبًــا إعــلامُـهـم أو فـــي ريـــاءْ
كــلُّـهـا تُــمـحَـى وتــخـبـو نــارُهـم … ويـعـود الـصـبحُ فـي أبـهى ضـياءْ
قــــد أتــيـنـاكَ إلــهـي فـاسـتـجبْ … مــالــديــنـا ربَّــــنَـــا إلا الــــدعـــاءْ
مـــالـــديــنــا ربِّ إلا أنــــــــــتَ إذ … لانــوالــي مَــــن مُـحـيَّـاهم هَــبـاءْ
فــعـلـى قــارعــةِ الــــدربِ ثــــوى … ألــــفُ فــرعــون تــمـادى وأســـاءْ
وتــعــالـى وارتـــــوى مــــن أمَّــــةٍ … مــــن عُــلُــوٍّ وانــتـفـاشٍ ودمــــاءْ
فــــهــــو اللهُ تـــعـــالــى قــــــــادرٌ … ولــــه الـمُـلـكُ ويُــجـري مـايـشـاءْ
————————————–
هوامش :
(1) ضعـَة : خِلاف الرفعة بالقَدْرِ ، ومن معانيها : الانحطاط ، اللؤم ، الخسة ، الدناءة ، وحسبهم ضعـتهم .
(2) رُواء : رُواءُ الوجه أي بهاؤُه وجمالُه ، وحُسن المنظر .
(3) يعثو : عثا يَعْثُو، مصدر عَثْوٌ، عُثُوٌّ، عُثِيٌّ. عَثَا الطاغية أَفْسَدَ وَبَالَغَ فِي الإِفْسَادِ
(4) الوضاءة : تعني الحُسْنُ والبهجة والنظافة .
(5) أعيـا : أعياه : أتعبه ، أعيا الأمر عليه : أعجزه وصعب عليه حلَّه .
(6) لليُسرى : قال ابن عباس رضي الله عنهما : نيسرك كي تعمل خيرا ، وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السَّمحة السَّهلة .
(7) العفاء : أخنى عليه العفاء أي لم يعد صالحا للاستعمال ، والعفاء : هو الهلاك والزوال . والله أعلم .