الأمة الثقافية

“لكلِ شيءٍ إذا ما تـمَّ نقصانُ”.. شعر: أبو البقاء الرّندي

لكلِ شيءٍ إذا ما تـمَّ نقصانُ/

فلا يُـغـرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ/

هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ/

مَن سَـرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ/

وهذه الدارُ لا تُبقي على أحدٍ/

ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ/

أين الملوكُ ذَوُو التيجانِ من يَمَنٍ/

وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟/

وأين ما شادهُ شـدَّادُ في إرمٍ/

وأين ما ساسَهُ في الفُرسِ ساسانُ؟/

وأين ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ/

وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟/

أتى على الكُلِ أمرٌ لا مَردّ له/

حتى قَضَوا فكأن القومَ ما كانوا/

فجائعُ الدهرِ أنواعٌ مُنوَّعةٌ/

وللزمانِ مسرّاتٌ وأحزانُ/

يا غافلًا وله في الدهرِ موعظةٌ/

إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ/.

——————-

الشاعر:

(أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرّندي الأندلسي) (1204م – 1285م).

من أبناء (رِندة) قرب الجزيرة الخضراء بالأندلس وإليها نسبته.

– عاشَ في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وعاصر الفتن والاضطرابات التي حدثت من الداخل والخارج في بلاد الأندلس، وشهد سقوط معظم القواعد الأندلسية في يد الأسبان.

– كان فقيها، وبارعا في نظم الكلام ونثره، وكذلك أجاد في المدح والغزل والوصف والزهد. .. إلا أن شهرته تعود إلى هذه القصيدة..

(القصيدة منظومة على البحر البسيط، ومأخوذة من موسوعة “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب” للعلّامة الجزائري: أحمد بن محمد بن المقري التلمساني (1578م – 1632م) وهو أفضل مصدر لها)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى