أعلنت روسيا إنها مستعدة لإزالة المواد النووية الزائدة من إيران وتحويلها إلى وقود كوسيلة محتملة للمساعدة في تضييق هوة الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وتؤكد إيران أن من حقها استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، لكن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تمضي فيه سريعا أثار مخاوف في الغرب وفي دول الخليج من أنها تريد تصنيع سلاح نووي.
جوهر الخلاف بين واشنطن وطهران
ويعد مصير تخصيب اليورانيوم في إيران جوهر الخلاف بين واشنطن وطهران، إذ يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، ويقول الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن إيران لن تتنازل عن التخصيب.
وذكر الكرملين الأسبوع الماضي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ ترامب في مكالمة هاتفية أنه مستعد للاستفادة من شراكة بلاده الوثيقة مع إيران للمساعدة في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
موسكو مستعدة للمساعدة
نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله يوم الأربعاء إنه ينبغي مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل وإن موسكو مستعدة للمساعدة بأفكار ووسائل عملية.
وقال ريابكوف “مستعدون لتقديم المساعدة لواشنطن وطهران، ليس فقط على الصعيد السياسي وفي شكل أفكار يمكن الاستفادة منها في عملية التفاوض، بل أيضا على الصعيد العملي من خلال تصدير المواد النووية الزائدة التي تنتجها إيران وتعديلها لاحقا لإنتاج وقود للمفاعلات على سبيل المثال”.
وتريد الولايات المتحدة شحن كل اليورانيوم عالي التخصيب إلى خارج إيران التي تقول إنها لن تخرج إلا الكميات الزائدة عن السقف المتفق عليه في اتفاق عام 2015.
روسيا، أكبر قوة نووية في العالم
لا تريد روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، أن تمتلك إيران سلاحا نوويا، لكنها تعتقد أن من حقها تطوير برنامجها النووي للأغراض المدنية وأن أي استخدام للقوة العسكرية ضدها سيكون غير قانوني وغير مقبول.
واشترت روسيا أسلحة من إيران لاستخدامها في الحرب مع أوكرانيا ووقعت مع طهران في وقت سابق من العام اتفاقية شراكة استراتيجية مدتها 20 عاما.
لماذا تحركت روسيا الآن في الملف النووي الإيراني؟
عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسط بين واشنطن وطهران… لكن ليس مجانًا.
كشف “موقع المونيتور” في تقرير، أن موسكو قد تلعب دورًا في تسهيل محادثات نووية جديدة، في وقت تدرس فيه إيران مقترحًا أمريكيًا لاتفاق مؤقت، يسمح لها بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة مقابل تخفيف الضغوط.
لكن بوتين، الذي سبق أن لعب دورًا محوريًا في اتفاق 2015، يريد مقابلًا: تنازلات أمريكية في( ملف آخر… أوكرانيا).
الكرملين يدرك تمامًا نفاد صبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من “بطء” إيران في التفاوض، خصوصًا بعد انتهاء مهلة الشهرين التي حددها بنفسه دون تقدم يُذكر.
تعززت العلاقات بين طهران وموسكو بشكل كبير، من سوريا إلى الطائرات المُسيّرة التي ترسلها إيران لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا.
يذكر أن روسيا أعلنت أكثر من مرة في السابق رفضها امتلاك إيران أسلحة نووية، لكنها دافعت طوال سنوات عن حق طهران في تطوير استخدام الطاقة الذرية للأغراض المدنية، من دون أن تظهر حساسية، خلافاً للغرب، تجاه مخاطر تحول البرنامج السلمي الإيراني إلى برنامج عسكري في وقت قصير نسبياً.
وساطة بوتين خطوة الي الأمام
ولم يكن العرض الروسي الحالي مفاجئًا في سياقه العام، فالرئيس فلاديمير بوتين سبق أن أعرب عن استعداد بلاده للعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، فيما أكد ألكسندر فينيديكتوف، نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي، أن لروسيا “إسهامّا كبيرًا في تطوير الاتفاق النووي لعام 2015″، ما يمنحها الأفضلية في أي عملية إعادة إحياء للمفاوضات.
روسيا، التي تعاني من عزلة غربية منذ غزوها لأوكرانيا، ربما ترى في هذه الوساطة فرصة لإعادة تموضعها كفاعل دولي لا غنى عنه.