الخميس سبتمبر 19, 2024
تقارير سلايدر

لماذا لا ينصر الغرب القضية الفلسطينية؟

مشاركة:

التساؤل عن سر انحياز الغرب المسيحي الدائم لجانب المحتل الإسرائيلي، قد تبدو إجابته صعبة لدى البعض، مع الشعارات التي يزين بها قادة العالم المتحضر خطبهم عند الحديث عن حقوق الإنسان وحرية وإرادة الشعوب بغض النظر عن اللون والجنس والمعتقد، وكلها شعارات غير قابلة للتطبيق عندما يتعلق الوضع بالمسلمين، ما لم يكن للغرب مصلحة هناك، وعلى مر العصور، يمكن تذكر أحداث مثل مذبحة سربرنيتسا في البوسنة والهرسة عام 1993، ومن قبلها مذبحة الإبادة للقبارصة الأتراك في 1963، وبالطبع ما يحدث في فلسطين منذ عام 1984 وحتى اليوم من مجازر يدمى لها الجبين، إلا أن القاسم المشترك هو إبداء تعاطف غربي ظاهري ومشروط مع الضحية وتقديم دعم واسع للجاني.

ما سبب دعم أمريكا والغرب لإسرائيل؟

ورغم الضغوط المتزايدة على الغرب لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمارس انتهاكات صارخة لمفهوم حقوق الإنسان -الغربي- ضد الفلسطينيين، ومع تزايد الوعي بالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، مما يؤدي إلى زيادة التأييد الشعبي لقضيتهم في العالم الغربي، إلا أن هناك أيضًا مصالح استراتيجية لقادة الغرب في الحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل، وهي حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتوفر لها قاعدة عسكرية مهمة في المنطقة، كما أن إسرائيل قوة اقتصادية قوية، وتمثل سوقًا كبيرًا للبضائع والخدمات الغربية.

ويزداد الرفض الإسرائيلي بالالتزام بمقترح المجتمع الدولي بشأن حل الدولتين، بسبب تزايد النفوذ الإسرائيلي في السياسة الأمريكية، حيث يتمتع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بقدر كبير من النفوذ، ويمارس ضغوطًا على الحكومات الأمريكية لدعم إسرائيل، لذلك الولايات المتحدة تمنح إسرائيل مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة، كما تحميها في مجلس الأمن الدولي.

بجانب تزايد المخاوف الغربية من أن حل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وكذلك اننشغال الحكومات الغربية بقضايا أخرى فضفاضة يعقدون لها تجمعات دورية تحظى باهتمام واسع، مثل مكافحة الإرهاب وتغير المناخ.

كما ساهم الانقسام الفلسطيني في إضعاف القضية الفلسطينية، حيث أدى إلى فقدان الثقة في القيادة الفلسطينية، ومع تراجع الموقف العربي عن دعم القضية الفلسطينية والهرولة نحو التطبيع، يشعر الغرب بعدم الحاجة للتدخل لصالح الفلسطينيين.

في ضوء هذه العوامل، سيستمر الغرب في مطالبة إسرائيل بتحسين معاملتها للفلسطينيين، لكن من غير المرجح أن يذهب بعيدًا في دعم القضية الفلسطينية، حيث لا يريد أن يخاطر بخسارة علاقاته مع إسرائيل.

متى يضعف الدعم الغربي لإسرائيل؟

تراجع الدعم الغربي لإسرائيل ليس بالأمر السهل؛ لكن هناك أمل في توحيد الفصائل الفلسطينية وتشكيل حكومة قوية لزيادة الثقة في القيادة الفلسطينية، مما قد يؤدي إلى تخفيف الدعم الغربي لإسرائيل، لكن ما يعول عليه أكثر هم تغير الوضع الدولي مثل ظهور قوى إقليمية جديدة، تناصر فلسطين في مواجهة الغرب والولايات المتحدة، كما تفعل حاليا روسيا والصين، ويظل السيناريو المفضل للفلسطينيين هو توحد العالم العربي ضد إسرائيل لتغيير الوضع السياسي الدولي الحالي تجاه قضيتهم.

 

Please follow and like us:
Avatar

administrator
صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب