الأمة الثقافية

“لن يُسعدَ الخلقَ إلا دينُ خالقِهم”.. شعر: الشيخ “شريف قاسم”

أعِــــدْ لــدُنـيـا الـــورى هَـــدْيَ الـنَّـبـيِّينا 

وأصــلِـحَـنْ حــالَـهـا إذْ بـــاتَ مـحـزونـا

واسـقِ الـقلوبَ الـتي بـعدَ الـهدى ذَبّلّتْ   

 مـــن دافـــقِ الـوحـيِ تـحـييها مـثـانينا

قــد بــارتِ الـمـللُ الـعـجفاءُ ، وانـكفأتْ    

عـــن دارةِ الـمـجدِ ، واخـتـلَّتْ مـوازيـنا

رامـوا الـسَّعادةَ فـي تيهِ الهوى ، فغوتْ  

نـفـوسُهم ، وهــووا مــن حـيـثُ يـعلونا

تـسـابـقـوا لا إلــــى فــضــلٍ ومــكـرمـةٍ   

وإنَّـــمـــا لـــهــلاكِ الـــنَّــاس يــسـعـونـا

واســتــرشـدوا بــعـقـولٍ غــيــرِ نــيِّــرةٍ   

قـــد أوردتْــهـم لِـخُـسْـرٍ مــنـه يـشـكونا

ولــم تـجـدْ فـي بـقاعِ الأرضِ مـرشدها  

فـعـرَّجتْ بـئـسَ تـسـتجدي الـشَّـياطينا

ولـــم تــجـدْ مــرَّةً أخــرى ســوى قـيـمٍ   

لـلـمـسـلـمـين تـــــردُّ الـــشَّــرَّ والــهــونـا

وســائـلٌ مــن ضـمـيرِ الـعـصرِ يـسـألُهم   

 أيـــن الــهـداةُ يـعـيدون الـعـلى ديـنـا !!

أيـــــن الــمــآثـرُ صـاغـتْـهـا شـريـعـتُـهم  

وأيــن مَــنْ بـالـتٌُّقى والـحقِّ يـوصونا !!

وأيــن مَــنْ تـعـشقُ الأسـمـاعَ سـيـرتَهم   

فـلـيس لـلـنَّاسِ فــي الآفــاقِ يـؤذونا !!

لــمَّــا مــشـوا فَـسَـحـابٌ مـمـطـرٌ نِـعـمًـا   

يُـزجَـى لـمَن فـي زوايـا الـبؤسِ يـبكونا

مَــن قــال : إنَّ سِـوى الإسـلامِ يـنقذُهم   

فـــكــاذبٌ قـــولُــه ، أغـــــراهُ شــانـيـنـا

لـــن يُـسـعـدَ الـخـلقَ إلا ديــنُ خـالـقِهم  

مـهـمـا تــقـوَّل فـــي الــدَّعـوى أعـاديـنا

فـالـخـيـرُ والــبِــرُّ والإيــثـارُ مـابـرحـتْ   

 نـــديَّــةً ، وســنــاهـا فـــــي نــواصـيـنـا

طــيـبُ الـمـزايا ، ومــا زالــتْ بـفـطرتِنا  

 مــــا أبـدلـتْـها بــسـوءِ الـخُـلْـقِ أيـديـنـا

مـــا زاغَ قـــومٌ وفـــي أحـنـائِـهم قـبـسٌ    

مــــن الــنُّـبـوةِ يَـنـفـي الــزَّيـفَ والــدُّنـا

يـسـتـثقلون الــهـوى يــودي بـشـيمتِهم   

 ويُــضـرمُ الــوهْـنَ بـالَّـلـذاتِ مـشـحـونا

ولا يـــــــرونَ إذا تــــاقـــتْ قــلــوبُــهُـمُ  

غــيــرَ الــمـآثـرِ فــــي الـدنـيـا مـيـاديـنا

تــصــدُّ أنـفـسُـهُـم عــــن كـــلِّ مُـبـتـذَلٍ   

 فــلـم تــجـدْ بـيـنـهم أعــمـىً ومـفـتـونا

يــا مَــنْ تــبـصَّـرَ فــــي أحـــوالِ أُمَّـتِـنـا    

وراعـــه عـزمُـها فــي الـسَّـعيِ مـوهـونا

تـأخَّـرتْ عــن مـطـافِ الـعـزِّ إذْ قـعـدتْ    

 تــكــابـدُ الــضَّــعـفَ قـــــوَّاهُ الأذلُّـــونــا

وتشتري البخسَ في سوقِ الونى وتفي   

مــلـهـى الـتَّـنـافُـسِ بــالأهـواءِ مـأفـونـا

كــأنَّـمـا غــــادرتْ ويـــحَ الـتَّـبـارِ غِــنَـىً  

أعـــزَّهــا قـــبــلُ بـــالإســلامِ مــقــرونـا

واخــتــارهـا اللهُ لــلأسـمـى وأفــردهــا    

 لــحــمـلِ دعـــوتِــه والــخــلـقُ يـلـهـونـا

نـــادتْ بـهـم ، فـتـداعى كــلُّ ذي رَشَــدٍ   

مــسـابـقًـا بــالــهـدى صـــــفَّ الـمـلـبِّـينا

وغــيَّـرتْـهُـم فـــمــا ثـــابــوا لـمـرتـكـسٍ 

ولا أنــاخــوا بــظــلِّ الــرَّيـبِ يـشـكـونا

يــا مَـنْ رأى أُمَّـــةً مـثـلَ الـتـي صـنـعتْ  

يــدُ الـشَّـريعةِ فـانـظرْ وجــهَ مـاضينا !!

أيَّــامُـهـا حُــجَّــةٌ لــــو شــــاءَ مُـنـكـرُها   

وهْــيَ الـتَّـحدِّي لـمَـن جــاؤوا يـلاحونا

هــاتــوا لــنــا حِـقـبـةً تــزهـو بـمـفـخرةٍ   

غــيـرَ الــتـي بــهُـدَى الــقـرآنِ تـحـدونـا

والَّـلـهِ لــو مـلـكوا أضـعافَ مـا امـتلكوا    

 مــــــن تــقــنـيـاتٍ وأفـــكــارٍ لـيُـلـهُـونـا

    مــا وجَّـهـتْ لــســوى الــرحـمـنِ أُمَّـتُـنـا    

 عـــزيــزةً وجــهَـهَـا بــئــسَ الــمـراؤونـا

لابــــدَّ مــــن عـــودةٍ تُــرجـى لـمـوكـبِها  

فـالـبُـشـرياتُ هــفـتْ فـتـحًـا وتـمـكـينا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى