كشفت صحيفة وول ستريت جورنال علي أن زيارة عدد من القادة الأوروبين إلى واشنطن بصحبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين، يهدف لإظهار الوحدة في مواجهة الجهود الروسية لفرض شروطه لوقف إطلاق النار .
وقال قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إنهم سينضمون إلى زيلينسكي في البيت الأبيض.
وكان زيلينسكي وفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية قد توجه الأحد إلى بروكسل للقاء رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إحدى أبرز قادة الاتحاد، وعقد اتصالاً بالفيديو مع القادة الآخرين للتحضير لاجتماع البيت الأبيض مع ترامب.
وقال زيلينسكي في بروكسل واقفاً إلى جانب فون دير لاين: “من المهم جداً أن تكونوا معنا وأن نتحدث إلى أميركا معاً. من الضروري أن تكون أوروبا موحدة الآن كما كانت في البداية — كما كانت في عام 2022 حين شنت روسيا غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا. هذه الوحدة تساعد حقاً في تشجيع السلام الحقيقي ويجب أن تبقى قوية.”

وشكر زيلينسكي أيضاً ترامب على قوله في محادثات أخيرة مع القادة الأوروبيين إنه منفتح على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وأضاف: “بالنسبة للجميع في أوروبا، هذا تغيير مهم، لكن لا توجد تفاصيل عن كيفية عمل ذلك، وما سيكون دور أميركا، وما سيكون دور أوروبا، وماذا يمكن أن يفعل الاتحاد الأوروبي. هذه هي مهمتنا الرئيسية: نحن بحاجة إلى أن تعمل الضمانات الأمنية عملياً.”
وقال مسؤولون أوروبيون إنهم يتوقعون أن يواجه زيلينسكي ضغطاً من ترامب لقبول صفقة عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة في لقائهما في ألاسكا. وبموجب هذا الاقتراح، ستنسحب أوكرانيا من منطقة دونباس الشرقية وتتنازل عنها، بما في ذلك أجزاء من إقليم دونيتسك لا تزال تسيطر عليها،
وفقاً لمسؤولين مطلعين على المناقشات. في المقابل، ستجمّد روسيا الصراع على طول خط التماس الحالي في زابوريجيا وخيرسون، بحسب المسؤولين.
وأضاف المسؤولون أن المهمة الأساسية لزيلينسكي يوم الاثنين ستكون إقناع ترامب بوجود بدائل أخرى أفضل لتحقيق الهدف الرئيسي للرئيس الأميركي، وهو إنهاء الحرب بسرعة.
كان ترامب قد قال إنه سيلتقي الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض بعد قمة ألاسكا مع بوتين، التي انتهت من دون تحقيق أي اختراق.
ويعتقد القادة الأوروبيون أن زيلينسكي وحال رفضه ببساطة مطالب بوتين، فقد يؤدي الجمود الناتج إلى توترات جديدة بينه وبين ترامب. ففي زيارته السابقة للبيت الأبيض في فبراير، دخل زيلينسكي في مشادة كلامية حادة مع ترامب ونائبه جي دي فانس.
ولطالما أصر زيلينسكي والقادة الأوروبيون على أن وحدة أراضي أوكرانيا وخياراتها السيادية يجب أن تُحترم في مفاوضات السلام. ويعترف المسؤولون الأوروبيون في الخفاء بأن أوكرانيا لن تستعيد كل أراضيها، لكنهم يقولون إن الاحتلال الروسي يجب أن يكون في أضيق نطاق ممكن وألا يُعترف به قانونياً أبداً كأراضٍ روسية.
وأشار زيلينسكي الأحد إلى أن دستور أوكرانيا يمنع التنازل عن الأراضي أو مقايضتها. ومن المرجح أن يواجه معارضة داخلية هائلة إذا تنازل عن أراضٍ لم تتمكن روسيا من احتلالها عسكرياً.
وقال زيلينسكي: “لبوتين مطالب كثيرة، لكننا لا نعرفها كلها. سيستغرق الأمر وقتاً لبحثها جميعاً. من المستحيل القيام بذلك تحت ضغط السلاح، لذلك فإن وقف إطلاق النار ضروري الآن، ثم العمل سريعاً على اتفاق نهائي.