ليبيا تعود بانتصار تاريخي من أنجولا وتبقي على حلم المونديال

في واحدة من أبرز مفاجآت الجولة الخامسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، عاد المنتخب الليبي بفوز ثمين من العاصمة الأنجولية لواندا، بعدما تغلب على مضيفه منتخب أنجولا بهدف دون رد على ملعب 11 نوفمبر. الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل مثّل رسالة قوية مفادها أن “فرسان المتوسط” لا يزالون في قلب المنافسة على بطاقة العبور إلى المونديال.

المريمي بطل اللحظة

سجّل اللاعب عز الدين المريمي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 48، ليخطف الأضواء ويمنح ليبيا ثلاث نقاط غالية خارج الديار. الهدف جاء بعد شوط أول حذر، اعتمد خلاله المنتخب الليبي على إغلاق المساحات والضغط في وسط الملعب، قبل أن يستغل المريمي هفوة دفاعية ليضع الكرة في الشباك، ويشعل فرحة عارمة بين الجماهير الليبية التي تابعت اللقاء بشغف.

انتصار له أبعاد مضاعفة

أهمية الفوز الليبي لا تكمن في النتيجة فقط، بل في التوقيت والسياق. فقد جاءت هذه النقاط الثلاث في مرحلة حساسة من التصفيات، حيث يشتد الصراع على القمة بين ثلاثة منتخبات كبرى: الكاميرون، كاب فيردي، وليبيا. الفوز أعاد التوازن إلى حسابات فرسان المتوسط، الذين رفعوا رصيدهم إلى 10 نقاط، ليتساووا مع الكاميرون وكاب فيردي في صدارة المجموعة.

كاب فيردي تضيق الخناق

في المباراة الأخرى بالمجموعة، واصل منتخب كاب فيردي نتائجه المميزة بفوز مستحق على منتخب موريشيوس بهدفين دون رد. هذا الانتصار جعله يتقاسم الصدارة مع الكاميرون وليبيا، لتتحول المجموعة إلى ساحة مشتعلة من المنافسة، حيث لم يعد هناك متصدر واضح حتى الآن.

جدول ترتيب المجموعة بعد الجولة الخامسة

يتضح من الجدول أن الكاميرون تتصدر بفارق الأهداف فقط عن كاب فيردي وليبيا، ما يجعل كل مباراة مقبلة بمثابة “نهائي” لا يحتمل التفريط في أي نقطة.

منافسة ثلاثية شرسة

المشهد الحالي في المجموعة يشي بمنافسة شرسة حتى اللحظات الأخيرة. الكاميرون، صاحبة التاريخ الكبير في المونديال، تملك خبرة تؤهلها للعبور المباشر. كاب فيردي، المنتخب الذي فرض نفسه كرقم صعب في الكرة الإفريقية خلال العقد الأخير، يقدم مستويات قوية ومستقرة. أما ليبيا، فقد أعادت بوصلة المنافسة إلى نصابها الصحيح بفوزها خارج الديار، وأكدت أنها لن تكون مجرد “رقم مكمل” في المجموعة.

ما ينتظر فرسان المتوسط

المباريات المتبقية ستكون بمثابة امتحان حقيقي للمنتخب الليبي، الذي يحتاج للاستمرار في نفس النسق من الانضباط الدفاعي والحسم الهجومي. الفوز على أنجولا رفع الروح المعنوية للاعبين والجماهير، لكنه في الوقت نفسه ضاعف حجم التحدي. فلا مجال لأي تعثر، خاصة في المواجهات المباشرة أمام الكاميرون وكاب فيردي.

الحلم يقترب

الجماهير الليبية باتت تؤمن أكثر من أي وقت مضى بقدرة منتخبها على بلوغ المونديال للمرة الأولى في تاريخه. فالتكتيك المتوازن، الروح القتالية، وظهور أسماء مؤثرة مثل عز الدين المريمي، كلها عناصر تجعل من الحلم مشروعًا، بل وقابلاً للتحقق إذا ما واصل الفريق طريقه بنفس العزيمة.

خلاصة:

الجولة الخامسة من التصفيات أعادت خلط أوراق المجموعة بشكل كامل. الكاميرون وكاب فيردي وليبيا يتساوون في النقاط، والفرق بينهما لا يتجاوز فارق الأهداف. انتصار فرسان المتوسط في أنجولا كان أكثر من مجرد فوز، بل رسالة بأن ليبيا قادرة على كتابة تاريخ جديد لكرة القدم العربية والإفريقية.