الرواية: ليلة السنوات العشر
المؤلف: محمد صالح الجابري (تونس)
النوع الأدبي: رواية تاريخية/واقعية
الطبعة الأولى: 1982
عدد الصفحات: نحو 300 صفحة
الزمن الروائي: من عام 1938 حتى الاستقلال (1956)
المكان: الجنوب التونسي (قابس ومحيطها)
المضمون العام
تحكي الرواية قصة شاب تونسي يدعى صالح ينتمي إلى منطقة الجنوب التونسي، يعيش مرحلة دقيقة في تاريخ بلاده تحت الاستعمار الفرنسي. ينخرط صالح تدريجيًا في النضال السياسي المسلح، ويتحول من شاب عادي إلى مناضل مطارد، بين الجبال والمخابئ، ليجسّد عبر رحلته الطويلة كفاح جيل بأكمله ضد الاحتلال، والتضحيات التي قدموها في سبيل نيل الحرية.
لا تسرد الرواية وقائع سياسية فقط، بل تبرز الحياة اليومية في الجنوب التونسي، والتحولات النفسية التي تصيب الفرد حين يكون بين خيارين: الخضوع أو المقاومة.
أبرز الفصول والمحاور
الرواية تنقسم ضمنيًا إلى ثلاثة أقسام تمثل تطور البطل وتغيّر مواقف الشعب:
1- قبل الانفجار
يقدم الكاتب مشاهد من حياة الجنوب التونسي: الفقر، الجهل، القهر، والرقابة الاستعمارية.
صالح يعيش في بيت متواضع مع والدته، يعاني من الحرمان ويشهد الظلم من حوله.
2- الانخراط في المقاومة
بعد أحداث دموية وقمع فرنسي، ينضم صالح إلى خلايا المقاومة السرية.
يتنقل بين القرى والجبال، ويخوض عمليات فدائية ضد الفرنسيين.
تظهر شخصيات مناضلة تمثل فئات المجتمع المختلفة.
3- التحرر الداخلي والخارجي
تبدأ الثورة تؤتي أكلها، ويدبّ الأمل في قلوب الناس.
تنتهي الرواية في لحظة رمزية، حيث تبدأ تونس في استعادة كرامتها رغم الثمن الباهظ.
أهم الشخصيات
صالح: البطل، يمثل الإنسان التونسي الذي يخرج من الصمت إلى الفعل، ومن العادي إلى المناضل.
الأم: شخصية صامتة قوية، تمثل الأم التونسية التي تربي أبناءها على التضحية.
المناضل علي بن حماد: رفيق درب صالح، رمز الثبات والتضحية.
الضابط الفرنسي (كولونيل ماسيه): وجه الاستعمار الغاشم، المتغطرس والفاقد للإنسانية.
أبرز المقولات
“الوطن لا يُستعاد بالنواح، بل بالدم والصبر.”
“ليست الجبال من تمنحك الشجاعة، بل الإيمان بما خلفها.”
“الخوف عدو الثورة، لكنه أيضًا دليل أنك إنسان.”
الإسقاط السياسي
الرواية كُتبت بعد الاستقلال بسنوات، لكنها لا تخلو من إسقاطات سياسية على الحاضر آنذاك.
تسلط الضوء على تخاذل بعض النخب السياسية بعد الاستقلال، وكيف أن من دفع الثمن لم يكن بالضرورة من قاد البلاد.
تُدين الاستعمار لا فقط كقوة أجنبية، بل كنظام فكري يعيد إنتاج التبعية والفساد.
تشير بشكل رمزي إلى أهمية الوعي الشعبي المستقل عن النخب، وإلى أن “الاستقلال الحقيقي” هو الذي يبدأ من تحرر العقل.
عن المؤلف: محمد صالح الجابري
ولد عام 1936 في الجنوب التونسي وتوفي سنة 2009.
يُعد من أبرز الروائيين والمثقفين التونسيين، واهتمّ في معظم أعماله بالأدب المقاوم والهوية الثقافية.
عمل في الصحافة والإذاعة ووزارة الثقافة، وكان له دور كبير في الدفاع عن الثقافة العربية في تونس.
من أعماله الأخرى:
العقود
النخلة لا تنبت في الغرب
يوميات نائب في الأرياف (تحقيق ونشر)
تميزت كتاباته باللغة القوية، والالتصاق بالواقع التونسي، وبقدرة فريدة على مزج الحكي الشعبي بـ التحليل السياسي.
“ليلة السنوات العشر” ليست فقط رواية عن الاستعمار، بل عن الإنسان في أقسى ظروفه، وعن قدرة الشعوب على النهوض حتى بعد سنوات الظلام. إنها عمل أدبي مقاوم، وثيقة وطنية بلغة أدبية أخاذة، ورسالة مفتوحة لكل زمن يُهدد فيه الوطن من جديد.