في ساعات ما قبل الفجر، وبينما كانت العائلات تستعد للراحة بعد يوم طويل، ضرب زلزال عنيف ولاية كونار شرق أفغانستان، تاركًا خلفه دمارًا ومشاهد من الخوف والدموع لا تُنسى.
في تمام منتصف الليل تقريبًا، اهتزت الأرض تحت أقدام السكان بقوة 6.0 درجات على مقياس ريختر. الهزات كانت قوية ومفاجئة، أيقظت الناس من نومهم، فخرجوا مذعورين إلى الشوارع، بعضهم حفاة، وآخرون يحملون أطفالهم، يركضون في الظلام بحثًا عن مكان آمن.
الزلزال، الذي كان سطحيًا نسبيًا بعمق يتراوح بين 8 إلى 10 كيلومترات فقط، زاد من حجم الخسائر، خاصة في منطقة مثل كونار، حيث تُبنى المنازل من الطين والصخور دون تدعيم هندسي. لم تصمد هذه البيوت أمام الهزات، فانهارت فوق رؤوس ساكنيها.
بحسب مصادر محلية، فقد لقي 10 أشخاص على الأقل مصرعهم، بينما أُصيب أكثر من 20 آخرين، نُقلوا إلى مراكز صحية ميدانية وسط نقص في الخدمات الطبية والإسعافية.
وقال مراسل الجزيرة، كمال حيدر، من الجانب الباكستاني للحدود، إن مركز الزلزال سُجّل في قرية قريبة من حدود باكستان،
وإن الهزات الارتدادية استمرت لساعات بعد الزلزال الرئيسي، مما زاد من توتر السكان الذين قضوا ليلتهم في العراء خوفًا من تكرار المأساة.
كونار، بجغرافيتها الجبلية الوعرة وقربها من منطقة بدخشان الزلزالية، ليست غريبة على مثل هذه الكوارث. لكنها، كما يقول السكان، لم تشهد زلزالًا بهذه القوة منذ سنوات، خاصة أن الزلازل في العادة تكون عميقة ولا تُحدث هذا الحجم من الأضرار.
الآن، وبعد أن هدأت الأرض، تبقى آثار الزلزال واضحة: منازل مهدمة، عائلات منكوبة، وأصوات بكاء وألم تتردد في أرجاء القرى. السكان بانتظار المساعدة، وأعينهم على السماء، يدعون أن لا يتكرر هذا الرعب مرة أخرى.